وسم-  تسببت ظواهر جوية مناخية أثرت على العالم بارتفاع معدل الأمطار في منطقة الجزيرة العربية مقارنة مع الوضع الاعتيادي (معدل 30 عام سابق) خلال شهري أكتوبر ونوفمبر بالرغم أن قوة الموسم الحالي في بعض المناطق كانت أقل من العام السابق.

وأهم هذه الظواهر المناخية ارتفاع درجات الحرارة في منطقة غرب المحيط الهندي أو باختصار “IOD” وتسبب هذه الظاهرة اندفاع رياح رطبة أكثر من المعتاد نحو الجزيرة العربية وهذا يزيد من كثافة الغيوم الممطرة وتتابع الحالات الجوية وخاصة المناطق الجنوبية والغربية وأجزاء من جنوب شرق الجزيرة العربية.

و تسببت استمرار ظاهرة النينيو المناخية والتي اتخذت الشكل غير التقليدي أو كما يطلق عليها " النينيو المودوكي" ارتفاع معدل الأمطار وتتابع الحالات الجوية عبرالتأثير في تنظيم ايجابي للغلاف الجوي بالنسبة لمنطقة الجزيرة العربية بالإضافة الى العديد من الظواهر المناخية وأهمها ارتفاع الضغط الجوي في عدة مناسبات في شمال شرق أوروبا وشرق سيبيريا وضعف التيار النفاث في بعض المناطق شبه الاستوائية،أدى ذلك إلى استمرار اندفاع الرياح الباردة عبر الطبقات العليا والمتوسطة من الجو تزامنا مع تواجد كتلة هوائية رطبة غير مستقرة في الطبقات السفلى من الجو ونشوء عدم استقرار جوي.



ويتسبب احترار منطقة الستراتوسفير السفلى بشكل مفاجئ في تغير حاد لشكل التيار النفاث في شرق وشمال شرق أوروبا وهذا ما سيؤدي أيضا لتطرف حركة الدوامة القطبية وحدوث المزيد من التطرف في الظروف الجوية من موجات باردة أخرى قوية وتجدد الحالات الممطرة التي تستمر غزيرة في بعض المناطق ومسببة في تشكّل المزيد من السيول.

وتسببت ارتفاع درجات الحرارة عالميا في تطرف بعض الحالات الجوية الممطرة خاصة في حفر الباطن وأجزاء من الكويت والإمارات وسلطنة عمان ومناطق غرب السعودية.

ويتوقع استمرار هذه الظروف الجوية الممطرة خلال الشهرين المقبلين ( ديسمبر ويناير) على مناطق متفرقة وبنسب متفاوتة تزداد حدة في العراق والسواحل المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي ومنطقة بلاد الشام وتبقى قوية في أجزاء من شمال السعودية وحائل مع ارتفاع فرص حصول موجات ثلجية في بعض هذه المناطق.

الأمطار شملت معظم مناطق الجزيرة العربية وسجلت العديد من المناطق كميات أعلى من المعدل خاصة المناطق الشمالية وحائل والجوف وحفر الباطن وجنوب العراق وأجزاء من الكويت وشمال القطاع الشرقي والمناطق الوسطى من السعودية وأجزاء واسعة من القصيم وجنوب الرياض للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تجاوزت بعض هذه المناطق 150%* من المعدل العام في شهري اكتوبر ونوفمبر، بينما كان المعدل متطرفا بعض الشيء في مناطق جنوب غرب السعودية وسواحلها والإمارات وسلطنة عمان وسجلت بعض المناطق أرقام مرتفعة تجاوزت 100 ملم* تسببت في جريان الأودية بشكل قوي لم يحدث منذ سنوات طويلة، بالرغم من تسجل بعض المناطق المحدودة  كميات قليلة دون معدلاتها مثل سواحل جدة ورابغ وبعض السواحل الشمالية من البحر الأحمر ووسط القطاع الشرقي وأجزاء من غرب منطقة نجد.


المصادر
*وزارة البيئة والمياه والزراعة.
** خرائط NOAA لمراقبة المحيطات و Reanalysis