وسم- تأثرت الأردن ودول المنطقة بالعاصفة الثلجية الأقليمية التي تعتبر الأقوى  والأضخم منذ سنوات طويلة ووصل تأثير حجم العاصفة الثلجية الضخمة إلى مساحات كبيرة من دول الإقليم والتي أثرت على أكثر من 10 دول في المنطقة من ضمنها الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وتركيا وقبرص واليونان والعراق وشمال السعودية وكافة مناطق شرق أوروبا وروسيا.

ووصلت سماكات الثلوج في عجلون شمال الأردن إلى 1 متر وقمم العاصمة عمّان العالية إلى 35-40 سم وتركمات ضخمة في العديد من مناطق فلسطين وتركيا وسوريا، لتعتبر السماكات الأضخم منذ عاصفة اليكسا الثلجية في عام 2013، وتجاوز تأثير العاصفة بشكل متواصل 30 ساعة على المناطق الشمالية من الأردن و15 ساعة في العاصمة عمّان تزامنا مع الرياح القوية التي وصلت هباتها إلى أكثر من 100 كم/ساعة لتعتبرعاصفة ثلجية من العيار الثقيل.

العاصفة الثلجية الإقليمية الضخمة وهي تؤثر على معظم مناطق الإقليم من ضمنها الأردن وفلسطين يوم 17-شباط-2021


وبالتفاصيل العلمية تشكّل مرتفع جوي ضخم بشكل مفاجئ وسريع في وسط وشمال أوروبا مما عمل على دفع كتلة هوائية من القطب الشمالي ومن خط عرض 80-85 شمالا وبشكل مباشر نحو شرق أوروبا ثم تركيا والبحر الأسود بعد 10-شباط، ومع استمرار اندفاع الهواء القطبي نحو الجنوب وصل البحر المتوسط  بتاريخ 15-شباط وتسبب في تشكل منخفض جوي عميق جدا بمركز 995 ملليبار، مما أدى لنشاط الرياح وتشكل السحب الكثيفة والتي نتج عنها هطولات شديدة كانت على شكل ثلوج كثيفة متراكمة فوق المناطق الجبلية، وانخفض مستوى تساقط الثلج دون 600 متر مع تواجد تراكمات كبيرة فوق 800 متر.

وتسببت العاصفة الثلجية الضخمة في أغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء وتكسير الأشجار والضرر على القطاع الزراعي وحوادث سير ومحاصرة الكثير من السيارات وتعطيل العمل والمؤسسات الخاصة والحكومية وتعليق حركة الطيران، ولم يشهد الإقليم عاصفة ثلجية بهذا المستوى منذ سنوات طويلة.

لحظة وصول الهواء القطبي إلى البحر المتوسط بتاريخ 14-شباط-2021


وتشهد العديد من دول العالم عواصف ثلجية قوية بدأت تصل مناطق تتميز بمناخ دافئ بالأصل كما حدث في تكساس جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، ويعود سبب ذلك على حسب خبراء مركز وسم الإقليمي إلى تطرف موجات "روسبي" في الغلاف الجوي، وموجات روسبي هي المناطق التي يحصل بها انتقال الهواء البارد نحو الجنوب والدافئ نحو الشمال، وتظهر على شكل أمواج في الغلاف الجوي والتي ينتج عنها الظروف الجوية المتقلبة والعواصف خاصة في فصل الشتاء، وشهدت هذه الموجات تطرفا كبيرا في حركتها مما سبب وصول الهواء القطبي نحو مناطق لا تشهد بالعادة هذه الظروف الجوية.

ويتوقع أن تستمر هذه الظروف الجوية في الغلاف الجوي حتى نهاية فصل الربيع، ليتوقع المزيد من هذه العواصف القوية على مختلف مناطق العالم.

وانفرد مركز "وسم" الإقليمي في توقع العاصفة الثلجية بتفاصيل عالية الدقة، كما استطاع تحديد قوتها ومستويات تساقط الثلج ومنذ فترة زمنية طويلة تميزت بالثبات دون التسبب في حدوث إرباك وتخبط، وذلك بسبب تطوير تكنولوجيا يطلق عليها DMM وهذه التكنولجيا التي طورها مركز وسم الإقليمي تعمل على قراءة مختلف بيانات النماذج العددية الحاسوبية وكما تقرأ متغيرات هذه الخرائط، وتعمل هذه التكنولوجيا على تحديد الاحتمال الصحيح والدقيق، وكما قام مركز وسم بتطوير نموذج مناخي خاص يطلق عليها Climate Model والذي يختص بتوقعات بعيدة المدى حيث استطاع التنبؤ بهذه العاصفة الثلجية من فترة تزيد عن الشهر.