وسم – يتوقع تزايد تأثر ظاهرة النينيو خلال الأعوام المقبلة وخاصة ال 10 أعوام المقبلة والناتج من ارتفاع مستمر بدرجات الحرارة عالميا ونتيجة للاحترار العالمي الذي بدأ يتزايد تأثيره خلال الأعوم الأخيرة بناء على النموذج المناخي المطوّر في وسم.
وظاهرة النينيو هي ارتفاع درجات الحرارة في سطح مياه المحيط الهادئ المنطقة الاستوائية والتي تقع بين 5 درجات شمالا وجنوبا، ويسبب هذا التأثير المباشر على الدورانية العامة للغلاف الجوي اعتمادا على طبيعة حالة النينيو أو الظروف المؤثرة على منطقة المحيط الهادئ.
وبعكس العديد من التوقعات المناخية التي صدرت هذا الموسم من تطور قوي لظاهرة اللانينيا، إلا أنها لم تحصل بسبب تطور موجات كلفن شبه السطحية والدافئة في منطقة المحيط الهادئ والتي كانت تنتقل من الغرب إلى الشرق وسببت انهيار مفاجئ وسريع لظاهرة اللانينيا الضعيفة والتي أدهشت العديد من متابعي المناخ حول العالم، تسبب ذلك في تغير معطيات النماذج المناخية بأنواعها والمختصة بتوقعات بعيدة المدى
.
وتؤثر ظاهرة النينيو بشكل واضح على القوالب الجوية الرئيسية في الغلاف الجوي كما تتزامن مع تغير حالة الجليد وتقلصها في الأقطاب وسرعة ذوبان الجليد وارتفاع معدلات السيول والفيضانات كذلك موجات الجفاف القوية في العديد من المناطق الاستوائية وخاصة مناطق وغابات الأمازون.
وتأثر العالم خلال الموسم الأخير بما يطلق عليها حالة ضعيفة من اللانينيا أو "تبريد مؤقت ما بين ظواهر النينيو والتي يميل لها مركز وسم الإقليمي" وتسبب هذه الظاهرة أيضا تطرف حاد في دورانية الغلاف الجوي وسرعة وقوة التبادل الحراري ولوحظ خلال 3 الأعوام الأخيرة..
- قوة التبادل الحراري تسبب في سرعة ذوبان جليد القطب الشمالي.
- تطرف حاد في تموجات روسبي ( موجات التبادل الحراري بين الشمال والجنوب) والناتج من التغير الحاد والسريع في التيار النفاث وقوة نشاط الخلية القطبية.
- تسبب ذلك في قوة العواصف الثلجية وتأثيرها على أماكن لا تتأثر بهذه الظروف الجوية بالعادة والناتجة من قوة التبادل الحراري.
- عدد الأعاصير المتزايد بسبب الحرارة المرتفعة وشدة الموجات الاستوائية.
- يحاول الغلاف الجوي التخلص من الحرارة المتزايدة عبر قوة التبادل الحراري وزيادة الأعاصير والذي ينتج عنه ظروف جوية قاسية ومتطرفة حول العالم وقوة العواصف الثلجية، وتزايد العواصف الثلجية المتطرفة والشديدة وقصيرة التأثير هي نتيجة ارتفاع الحرارة العالمي وظواهر النينيو المتزايدة التي تزيد من التطرف الحراري العالمي!
.
كيف تؤثر ظاهرة النينيو؟
بالرغم من تواجد العديد من الدراسات، إلا أن مركز وسم الإقليمي أطلق دراسة ملخصة ولكنها متقدمة ستجد رابطها في نهاية الموضوع وذلك باستخدام خرائط متطورة مزوّدة من NOAA، وذلك عبر التأثير على الدوارنية العامة للغلاف الجوي وخاصة على الخلية الجوية "هادلي" التي تحدث بين خطي عرض 0 و30 شمالا وجنوبا، فقوة ظاهرة النينيو تسبب قوة حادة في نشاط خلية هادلي والتأثير المباشر على ديناميكية المرتفعات الجوية شبه الاستوائية وعلى مسار التيار النفاث شبه الاستوائي، يسبب ذلك تغير عام في دورانية الغلاف الجوي وظهور ظروف جوية مختلفة.
كما أن ظاهرة النينيو تؤثر على خلية "واكر الاستوائية في المحيط الهادئ" والتي تتواجد بين غابات الأمازون والقارة الاسترالية مرورا بمنطقة المحيط الهادئ الاستوائية وتعتبر هذه الخلية الدورانية من أهم الحركات الدورانية للهواء في الغلاف الجوي.
وتؤثر ظاهرة النينيو بشكل قوي ومباشر بحركة الموجات الاستوائية MJO وقوتها ومساراتها والتي تؤثر أيضا بدورها على خلية هادلي وتنظيم الغلاف الجوي بشكل عام وحركة ومسار الأعاصير الاستوائية
.
ماذا سيحصل مع تزايد ظواهر النينيو ؟
شهدت الأعوام 6 الأخيرة تراجعا قويا في ظواهر اللانينيا وقوة ظواهر النينيو الناتجة من الحرارة العالمية المرتفعة وتجدد موجات كلفن الحارة في المياه شبه السطحية القادمة من غرب المحيط الهادئ والتي ما زالت تفاجئ الكثير من المتخصصين في علم المناخ، مع استمرار هذه الظواهر سيتوقع أن يتسبب في تسارع كبير في ذوبان الجليد في منطقتي القطب الشمالي وبشكل أكثر قوة في منطقة القطب الجنوبي عبر التأثير المباشر على نشاط العواصف شبه القطبية في منطقة انتراكتيكا وبناء منطقة من الضغط الجوي المرتفع نتيجة لتزايد قوة الخلية القطبية "Polar cell" والناتجة من التغيرات الحرارية الكبيرة في المحيط الهادئ، ولوحظ تطرف حاد وشديد في الخلية القطبية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا الشتاء وحصول عواصف ثلجية نادرة وتاريخية في جنوب الولايات المتحدة وأسبانيا ومنطقة شرق المتوسط وتركيا، وكان هذا ناتجا من بناء ضغط جوي مرتفع قوي في منطقة القطب الشمالي والذي تسبب أيضا في موجات احترار شديدة طالت طبقة الستراتوسفير بشكل متتابع ونادر خلال ال 3 أعوام الأخيرة وتقلص سريع للجليد في منطقة القطب الشمالي وتسجيل درجات حرارة قياسية حول العالم.
التطرف الحاد في دورانية الخلية القطبية وخلية هادلي والتأثير على مسار التيات النفاث تسبب في تواجد تبادل حراري شديد بين القطب الشمالي والعروض المتوسطة والدنيا مما نتج عنه العواصف القوية
.
يحاول الغلاف الجوي إصلاح هذا الخلل الحراري عبر تزايد عدد الأعاصير والعواصف حول العالم، والذي يتوقع أن يتزايد خلال 10 السنوات المقبلة بشكل مستمر ومضاعف، والتأثيرات المتوقعة المفصلة صعبة التنبؤ بسبب شدة التطرف في دورانية الغلاف الجوي، حتى لو تم تخفيف الانبعاثات لغازات الدفيئة فهذا لن يغير من نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بالمدى المتوسط، فالاستعداد للتغيرات المناخية الحادة جدا هو المطلوب من جميع الجهات والدول حول العالم، لإنه أصبح أمر واقعي.
والتغيرات المناخية ستشمل الأعاصير القوية والعواصف الشديدة، العواصف الثلجية المفاجئة والحادة، الموجات الحارة القوية والحادة والطويلة، موجات الجفاف القاسية، موجات السيول والفيضانات، التغيرات المناخية الكاملة في مناطق حول العالم بحيث يصبح المناخ مختلف وجديد على بعض المناطق نتيجة تغير في منظومة الغلاف الجوي والتي تعتبر الأكثر خطورة وتحتاج إلى التأقلم الكامل والسريع.
المصادر المستخدمة..
- https://coralreefwatch.noaa.gov/product/5km/
-https://www.researchgate.net/publication/231746515_ENSO-related_impacts_on_Antarctic_sea_ice_A_synthesis_of_phenomenon_and_mechanisms#pf6
-https://psl.noaa.gov/data/composites/day/
-https://www.pmel.noaa.gov/elnino/status
النينيو والدورانية العامة للغلاف الجوي-