وسم - انطبق مسمى "آب اللهاب" بشكل مثالي
على آب 2021 الذي تميز بدرجات الحرارة المرتفعة والمستمرة والموجات الحارة القوية
والمتتابعة والتي طالت معظم المناطق الأردنية، ووصلت أعلى درجات الحرارة في منطقة
غور الصافي بحدود 47.2 مئوية
في 5 من شهر آب 2021 على حسب بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية.
وسجلت العاصمة عمّان معدل درجات حرارة عظمى "مرتفع" وصل إلى 34.9 مئوية
وذلك بعد شهر آب 2010 الذي سجل معدل عظمى 36 مئوية والذي سجل كذلك أحد أقوى
الموجات الحارة بالأردن، ووصل معدل درجة الحرارة اليومي إلى 28.3 خلال شهر آب
الحالي وهو السبب بالشعور بالأجواء المرهقة، ولذلك يكون ثاني أسخن شهر آب بتاريخ
السجلات المناخية الحديثة في العاصمة عمّان، وسجل الشهر يومين فقط بدرجات حرارة قريبة من معدلاتها الاعتيادية
اعتمادا على معدل درجة الحرارة "اليومية".
وسجل " آب 2015" ثالث أسخن شهر آب حيث وصلت العظمى إلى 34.7 مئوية بفارق
بسيط عن آب 2021، وتميزت تلك السنوات بموجات حارة قوية متتابعة ودرجات حرارة
ساخنة.
ويسجل الأردن بالتحديد منذ عام 2015 موجات حارة أكثر قوة مقارنة مع السنوات السابقة،
وذلك نتيجة التغيرات المناخية، كما تضاعف قوة الموجات الحارة وازداد تكرارها منذ
صيف 2015 لمستوى الضعف مقارنة مع السنوات التي سبقت 2015، بحيث أصبح تكرار الموجات
الحارة القوية بشكل سنوى بمعدل 2-3 موجة حارة قوية، مقارنة مع حدوث موجة حارة قوية
بمعدل 2.5 سنة قبل 2015.
وسجلت أعلى درجات حرارة في شهر آب 2021 في مطار ماركا بحدود 39.5 مئوية ومطار
الملكة علياء الدولي بحدود 40.2 وذلك في يوم 26 آب، وتأثرت الأردن بموجتين حارتين
مع تسجيل درجات حرارة شديدة الارتفاع في العديد من المدن الأردنية خاصة أثناء
الموجة الحارة الأخيرة، بحيث سجلت أعلى درجة حرارة في وسط العاصمة عمّان بحدود 41
مئوية.
وتميز صيف 2021 بالطويل و "المرهق " حيث بدأ مبكرا منذ شهر إبريل –
نيسان 2021" واستمر حتى بداية شهر أيلول، مع تسجيل موجات حارة متتابعة وقوية
ودرجات حرارة شديدة الارتفاع في العديد من الفترات وسط ندرة الطقس الصيفي المعتدل
في غالبية أيامه وهي نتيجة التغيرات المناخية الحادة والقوية التي تؤثر على
العالم.
وأعلنت إدارة الغلاف الجوي الأمريكية NOAA أن
شهر تموز –يوليو – السابق كان الأسخن عالميا في تاريخ السجلات المناخية الحديثة،
كما تأثرت الأردن بعدة موجات حارة خلال شهر يولو – تموز – 2021 السابق، وتسببت
الموجات الحارة القوية والعالمية بحدوث أكبر موجة حرائق غابات وأكبر معدل ذوبان
جليد في منطقة القطب الشمالي، كما سجلت قمم جزيرة جرينلاند أول هطول مطري في تاريخ
السجلات المناخية الحديثة، وسجلت غرب كندا أقوى موجة حارة في تاريخ السجلات
المناخية الحديثة ووصلت درجات الحرارة إلى حدود 50 مئوية، وسجلت القارة الأوروبية
أعلى درجات الحرارة في تاريخ السجلات المناخية الحديثة كذلك بحدود 48.8 مئوية في
جنوب إيطاليا.
وتزامت الموجات الحارة القوية مع حدوث الفيضانات والسيول في مناطق واسعة من دول
العالم، فالموجات الحارة وارتفاع درجات الحرارة يتسبب في ارتفاع معدلات الأمطار
الغزيرة والحالات الجوية المتطرفة والقوية.
ويتوقع مركز "وسم" الإقليمي على حسب بيانات النموذج المناخي الذي قام
بتطويره والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة أن تزداد شدة الظروف الجوية
المتطرفة خلال السنوات المقبلة، بحيث تزداد فرصة السيول والفيضانات خلال المواسم
المطرية، كذلك شدة العواصف الثلجية بالمقابل مع فترتها الزمنية الأقصر، كما يتوقع
تكرار الموجات الحارة القوية في نهاية فصل الربيع وخلال الصيف وبداية فصل الخريف
في السنوات المقبلة.
وانفرد مركز "وسم" الإقليمي في التنبيه المبكّر من الموجات الحارة في
شهر آب وتحديد تفاصيل قوتها وذرواتها نظرا للتكنولوجيا التي يمتلكها وهي تكنولوجيا
DMM التي تستطيع التنبؤ بالاحتمال الأفضل خلال
الأيام المقبلة دون تخبط أو خطأ المعلومة الجوية والنموذج المناخي Climate model المختص بتوقعات بعيدة المدى
تصل إلى مدى 3 أشهر حيث يستطيع هذا النموذج الذي يعتمد على معادلات إحصائية رصد
الحالات الجوية القوية منذ فترة طويلة مما يساعد كافة القطاعات على التخطيط
الاستراتيجي.
المصادر..
- إدارة الأرصاد الجوية الأردنية.
- It’s official: July was Earth’s hottest month on record | National
Oceanic and Atmospheric Administration (noaa.gov)
- Europe needs to prepare for temperatures of 50C in future | Official
blog of the Met Office news team
- June ends with exceptional heat | World Meteorological Organization
(wmo.int)
