وسم- انتشر عبر الوسائل الاعلامية توقع حصول موجة جفاف "قوية وقاسية" سوف تؤثر على المنطقة والأردن خلال بداية الموسم المطري بسبب ظاهرة مناخية يطلق عليها "اللانينيا" ، وبالرغم من ذلك فقد خالف الواقع الإشاعات التي انتشرت خلال بداية الموسم المطري وتساقطت الأمطار الغزيرة خاصة على شمال ووسط الأردن وتجاوز الموسم معدلاته الاعتيادية في هذا الوقت مع توقع تتابع الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع المقبلة وانتشارها إلى مناطق واسعة من الأردن ودول المنطقة.

ولكن هل فعلا تتزامن موجات الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار مع ظاهرة اللانينيا المناخية؟
يجيب مركز وسم الإقليمي على هذا السؤال، حيث أن الغلاف الجوي شديد التعقيد ويتأثر بالعديد من العوامل المناخية والمحلية والخارجية، مما يؤثر على حركة ودورانية الغلاف الجوي، فلا يمكن إطلاقا الحكم على الموسم المطري من ظاهرة مناخية واحدة، ولأن الأمر شديد التعقيد، فقام مركز وسم الإقليمي بتطوير نموذج مناخي فريد من نوعه وهو الأول في المنطقة العربية والتي أظهرت نتائجه توقع موسم مطري ممتاز وحالات جوية ممطرة متتابعة.

مركز وسم الإقليمي ينفى هذه المعلومات..
وقام مركز وسم الإقليمي بنفي هذه المعلومات التي انتشرت عبر الوسائل الإعلامية في أكثر من مناسبة، والإشاعات التي كانت تتحدث عن موجة جفاف قاسية ستؤثر على المملكة وانخفاض معدلات الأمطار خلال الموسم الحالي إلى أرقام قياسية وذلك لأن هذه المعلومات تعتمد على نظريات غير دقيقة حول ربط الموسم المطري بظواهر جوية مناخية محددة وهي أثبتت عدم دقتها خلال بداية الموسم المطري الحالي الذي تميز بأمطار غزيرة متتابعة، وذلك تسبب في الأرباك والخسائر الاقتصادية خاصة في القطاعات الزراعية.

ما هي ظاهرة اللانينيا المناخية؟
ظاهرة اللانينيا المناخية هي انخفاض درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ دون معدلاته بشكل واضح مما يسبب تغير في حركة ودورانية الغلاف الجوي، وهذا ينتج عن تركز المنخفضات الجوية والحالات الممطرة في القارة الأوروبية وشمال أفريقيا وشمال ووسط الولايات المتحدة اذا ما تم اعتماد تأثير الظاهرة المناخية لوحدها على الغلاف الجوي، ولأن الغلاف الجوي شديد التعقيد ويتأثر بعشرات العوامل المناخية الكبرى والصغرى فإن النتيجة النهائية لدورانية الغلاف الجوية تصبح مختلفة وهذا ما يقوم عليه نموذج وسم المناخي الأول من نوعه في المنطقة العربية لذلك هو يتفوق بشكل كبير في دقة المعلومة الجوية طويلة المدى.

طبيعة الموسم المطري الحالي..
ويتميز الموسم المطري الحالي بتتابع الأمطار والمنخفضات الجوية دون حصول انقطاعات مهمة وذلك منذ منتصف شهر نوفمبر -11 – وحتى هذا اليوم وتميز الموسم كذلك في بداية مبكرة، حيث تم تسجيل أول هطول مطري في نهاية شهر 9- سبتمبر- وهو أمر لم يحدث منذ سنوات، وسجلت دوائر الأرصاد الجوية في المنطقة كميات "ضخمة جدا" من الأمطار تجاوزت في بعض المناطق نصف الموسم المطري كاملا وتجاوزت كميات الأمطار في العاصمة عمّان بحدود 100 ملم فقط خلال العاصفة الأخيرة، وهو أمر قياسي ولم يحدث منذ سنوات طويلة خلال عاصفة شتوية واحدة في بعض المناطق، ولوحظ في المواسم المطرية الأخيرة ارتفاع معدلات الأمطار إلى أرقام كبيرة وخاصة منذ عام 2015، ولكن بنفس الوقت ارتفعت درجات الحرارة إلى أرقام قياسية مما عكس على زيادة الاستهلاك المائي وارتفاع نسبة التبخر.

التوقعات خلال الفترة المقبلة..
ويتوقع مركز وسم الإقليمي بناء على معطيات النموذج المناخي الذي يمتكله وسم وهو الوحيد من نوعه في المنطقة العربية، استمرار الحالات الممطرة الغزيرة وتتابع الحالات الجوية باستمرار حتى فصل الربيع مع توقع ارتفاع فرص حصول العواصف الشتوية القوية خلال بداية العام الجديد وكذلك خلال شهر 2- 2022 ، مما يتوقع أن ينعكس على موسم ممطر ممتاز وغزير وشامل العديد من المناطق، ولا صحة للمعلومات التي كانت تشير إلى موجة جفاف قاسية أو انحباس مطري والذي عكس سلبا على القطاع الزاعي حيث تسبب ذلك في الإرباك، لذلك ينصح وسم دائما بمتابعة المصادر الدقيقة في المعلومة الجوية والتي تتمثل في أدرة الأرصاد الجوية الأردنية ومركز وسم الإقليمي الذي يستخدم التكنولوجيا الحديثة في التنبؤات الجوية والذي قام بتطوير النموذج المناخي الأول من نوعه في المنطقة العربية.