وسم- تأثرت المملكة بموسم مطري قوي وغير اعتيادي كان الأبرد منذ سنوات طويلة وتجاوز الموسم المطري أداء 150% في المناطق الوسطى من المملكة و بحدود 120-130% في المناطق الشمالية بحيث سجلت أجزاء من غرب العاصمة والبلقاء كميات أمطار ضخمة اقترب من حاجز 700 ملم وهو ما يعادل موسم مطري ونصف، كما سجلت درجات حرارة باردة كانت أقل بحدود 1.5 إلى 2 درجة مئوية وثلاث حالات ثلجية كانت أحدها عاصفة ثلجية قوية وتوزيع مطري مميز بحيث كان تكرار الحالات الممطرة بمعدل مرة واحدة كل 3 أيام وذلك اعتمادا على 300 محطة رصد جوي في المنطقة.

كميات أمطار ضخمة في فلسطين والأردن وجنوب لبنان وسوريا ، هذه الخريطة مطورة وتعتمد على أكثر من 300 محطة رصد جوي في المنطقة وصور الأقمار الاصطناعية والرادار وقياس كافة محطات الرصد الجوي اليدوية أيضا في المنطقة والمعتمدة من منظمة الأرصاد العالمية.



الأسباب العلمية..
وبالعودة إلى خرائط ما يطلق عليها "Reanalysis " التي اعتمدناها بشكل رئيسي في هذه الدراسة العلمية والتي تصدرها إدارة المحيطات والغلاف الجوي الأمريكية "NOAA" والمعتمدة عالميا لوحظ توزيع غير اعتيادي لأنظمة الغلاف الجوي حيث تمركز مرتفعا جويا قويا على وسط وغرب القارة الأوروبية ودول شمال أفريقيا جلب استقرارا طويلا وموجة جفاف قاسية وأجواء دافئة على تلك المناطق، مما سمح للهواء القطبي الاندفاع بشكل متكرر طوال الموسم المطري إلى المناطق الشرقية من القارة الأوروبية مرورا بتركيا ثم حوض شرق المتوسط مسببا تكرار المنخفضات الجوية وتساقط كميات "ضخمة" من الأمطار والهطولات وانخفاض كبير على الحرارة بشكل مستمر.

وبالدراسة الأكثر دقة لوحظ تكرار ونشاط قوي للتيار النفاث فوق ايطاليا، والذي كان يُجبر الهواء القطبي بتغيير مساره نحو الشرق اتجاه مصر ودول شرق المتوسط وهذا أدى لتشكّل منطقة قوية من الباروكلينيكية " جبهة متوسطية غير مستقرة" على منطقة حوض قبرص وشمال مصر وسواحل لبنان وتكرار نشاط المنخفضات الجوية، هذه المنطقة غير المستقرة كانت تسبب انخفاض الضغط الجوي جهة شرق المتوسط مما يعزز من اندفاع الرياح القطبية نحو شرق المتوسط وجلب كميات كبيرة جدا من الأمطار والهطولات.

وسجلت أشهر سبتمبر- أكتوبر – نوفمبر أمطار حول المعدل إلى أعلى بقليل، وتم تسجيل حضور مبكر للموسم المطري في نهاية شهر أيلول- سبتمبر- ، كما سجلت فترة ديسمبر- يناير – فبراير كميات هائلة جدا من الأمطار والثلوج تجاوزت 200% من المعدل العام الشهري في شمال ووسط المملكة، وسجل شهر آذار- مارس الحالي برودة شديدة قياسية هي الأقوى منذ سنوات طويلة وكميات ضخمة من الأمطار.

تنظيم الغلاف الجوي غير الاعتيادي، اللون الأحمر هو للمرتفع الجوي القوي الذي يسيطر على أوروبا وشمال أفريقيا واللون الأزرق الهواء البارد المندفع نحو الأردن وشرق المتوسط وتركيا من شرق القارة الأوروبية مما نتج عنه موسم مطري"تاريخي وقوي" لم تشهد الأردن مثيلا له منذ سنوات طويلة!


توزيع الهطولات..
وكانت المناطق الشمالية والوسطى من المملكة وشمال شرقها هي الأكثر استفادة من هذا الموسم المطري القوي، كذلك المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية حيث سجلت ثلاث أضعاف الموسم المطري!، وسجلت المناطق الجنوبية الغربية موسما مطريا متواضعا وهي الأقل استفادة من هذا الموسم المطري القوي.

الأردن تسجل مواسما مطرية قوية بشكل متكرر..
وتسجل الأردن منذ عام 2014 زيادة كبيرة في كميات الأمطار والهطولات كانت أكثر وضوحا منذ عام 2018، حيث تضاعفت كميات الأمطار إلى حدود 200% في اخر 4 سنوات خاصة في شمال ووسط المملكة، وتعود هذه الأسباب إلى تغيرات مناخية حادة يشهدها الأردن بحيث ترتفع درجات الحرارة إلى حدود درجة مئوية ونصف الدرجة خلال فصل الصيف مما تسبب عبر هذه السنوات إلى ارتفاع وسخونة مياه شرق البحر المتوسط وزيادة نسبة التبخر مما نتج على زيادة كميات الأمطار وقوة المنخفضات الجوية والعواصف الشتوية.

وطرأ تغيرا في الأنظمة الجوية المؤثرة على المحيط الأطلسي والقارة الأوروبية، حيث اشتدت عواصف الأطلسي في السنوات الأخيرة مما عكس على استمرار وجود المرتفع الجوي الأوروبي باستمرار ودفع الموجات القطبية ونشاط مستمر للمنخفضات الجوية، ويتوقع وسم أن تستمر المواسم المطرية القوية على المملكة خلال السنوات المقبلة بسبب التغيرات المناخية الحادة التي تؤثر على دول العالم، وبالمقابل يتوقع أن تزداد موجات الجفاف في شمال أفريقيا ودول القارة الأوروبية، وتوقعت منظمة الأرصاد العالمية زيادة في معدلات الأمطار في المناطق الصحراوية مع ارتفاع كبير في الحرارة، وهذا يعكس على زيادة التذبذب في الموسم المطري في المناطق الصحراوية داخل المملكة.

درجات حرارة دول المعدل بحدود درجة مئوية ونصف في دول شرق المتوسط والمملكة


الظواهر المناخية..
وبالرغم من تأثير ظاهرة اللانينيا المناخية، إلا أن الموسم المطري كان قويا وتاريخيا، وهذا يثبت أنه لا يجوز ربط المواسم المطرية في ظواهر مناخية محددة مما يعكس على نتائج غير دقيقة كالتي انتشرت في الوسائل الإعلامية المحلية خلال بداية الموسم المطري، وقام مركز وسم الإقليمي بإصدار تقارير علمية تعتمد على النموذج المناخي الخاص بوسم تثبت خطأ هذه المعلومات وقمنا بنفي وجود حالات انحباس أو انقطاع مطري متوقعة على المملكة، وأصدرنا توقعات موسمية تشير إلى موسم مطري قوي وتاريخي وهذا ما حدث فعلا وذلك بسبب التكنولوجيا الفريدة التي نمتلكها، وأغلق مركز وسم الإقليمي الجولة الاستثمارية الأولى بداية هذا العام والتي ستركز على تطوير التكنولوجيا لدينا بشكل أفضل خلال السنوات المقبلة.

التوقعات البعيدة..
وتم تشغيل النموذج المناخي الأحصائي الخاص لمركز وسم الإقليمي في تاريخ 24-3-2022 مرة أخرى، حيث ينفي وسم وجود موجات حارة أو اي انحباس مطري متوقع خلال الفترة المقبلة، ويتوقع استمرار الحالات الممطرة والباردة، حيث يتوقع من 3 إلى 4 حالات ممطرة في شهر 4 (خلال شهر رمضان الفضيل) و من 2 إلى 3 حالات ممطرة خلال شهر مايو -5 - ، وكما تستمر درجات الحرارة دون المعدلات بسبب استمرار مشابه لتنظيم الغلاف الجوي.

قياس انعكاس الموجات الطويلة والتي أثبتت وجود كميات ضخمة من الغيوم طوال الموسم المطري على المملكة ودول شرق المتوسط