وسم- يتابع مركز وسم الإقليمي موسم مطري عالي التطرف وقوي متوقع خلال الموسم المقبل والذي يتوقع أن يبدأ مبكرا وينتهي بوقت متأخر من فصل الربيع مع درجات حرارة دون المعدلات الموسمية خلال فترات طويلة من الموسم المطري وذلك نتيجة دورانية غير اعتيادية يتأثر بها الغلاف الجوي.
وتتأثر منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها السعودية ودول الخليج العربي والأردن ومعظم المنطقة بتغيرات مناخية حادة، تسببت في زيادة كبيرة جدا على معدلات الأمطار وارتفاع حالات الفيضانات والسيول وامتداد المواسم المطرية لفترات زمنية طويلة على غير العادة وتساقط الأمطار الغزيرة غير الموسمية، وذلك نتيجة اشتداد تأثير هذه التغيرات المناخية والناتجة من دورانية الغلاف الجوي غير الاعتيادية، وبالمقابل تشهد العديد من مناطق جنوب أوروبا ووسطها وشمال أفريقيا فترات حارة جدا وجافة وانخفاض حاد على معدلات الأمطار.
وسجلت معظم مناطق الشرق الأوسط زيادة كبيرة على معدلات الأمطار فاقت 60% وذلك نتيجة الدورانية غير الاعتيادية للغلاف الجوي التي تسبب اندفاع الكتل الهوائية الباردة من شمال القارة الأوروبية وشمال شرقها نحو منطقة حوض شرق البحر المتوسط والتي نتج عنها استمرار وتتابع الحالات الممطرة الغزيرة والقوية على غير العادة وزيادة تطرف الظروف الجوية المختلفة.
نتائج النموذج المناخي الخاص بالمركز..
وأظهرت النتائج الأخيرة من النموذج المناخي الخاص بالمركز والذي تم تشغيله في 23 و 27 من سبتمبر على التوالي ، وجود ظروف مناخية متطرفة متوقعة على المنطقة خلال فترة أكتوبر- نوفمبر – ديسمبر – يناير من 2023-2024 ، وكذلك امتداد الموسم المطري لفترة متأخرة من فصل الربيع، ويتوقع أن تسجل المنطقة بداية مبكرة لفصل الشتاء البارد.
دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي..
وتظهر البيانات الواردة للمركز دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي تسبب ضعف حاد في التيار النفاث شبه الاستوائي ( الذي يهب على ارتفاعات عالية تصل إلى 40 الف قدم)، ويهب هذا التيار بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة، وعند تراجع قوته وضعفه فهذا يدل على وصول الكتل الباردة بشكل سهل نحو المنطقة والتسبب بحالات عدم الاستقرار الجوي وتشكل المنخفضات الجوية المتوسطية القوية.
ولوحظ ارتفاع في حرارة منطقة البحر المتوسط نتيجة الموجات الحارة القوية التي ضربت جنوب أوروبا ومنطقة غرب ووسط البحر المتوسط خلال فصل الصيف، ونتيجة للدورانية المائية في البحر المتوسط، تسبب ذلك في ارتفاع حرارة شرق البحر المتوسط بشكل كبير خاصة مع نهاية الصيف، ويسبب ذلك نشاط تشكل المنخفضات المتوسطية في المنطقة وزيادة كبيرة جدا على معدلات الأمطار.
وتسببت ظاهرة النينيو المناخية في حدث مناخي طارئ في منطقة غرب المحيط الهندي، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير في منطقة غرب المحيط الهندي، مما نقل النشاط الاستوائي نحو الصومال وجنوب الجزيرة العربية، يسبب ذلك نشاطا ديناميكيا زائدا في الطاقة المتبادلة بين المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في المنطقة ينتج عنه وجود مرتفع جوي قوي في شمال أفريقيا ووسط أوروبا وكميات كبيرة من الرطوبة في منطقة الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا.
إن الأحداث المناخية الطارئة التي حصلت في ربيع 2023 وتضخمت مع الصيف والخريف ستسبب زيادة كبيرة على التطرف في الأحداث المناخية والظروف الجوية في المنطقة، وخاصة حول حالات الفيضانات والسيول المفاجئة وموجات البرد القوية والأمطار الغزيرة، كذلك انخفاض الحرارة عن معدلاتها الموسمية خلال فصل الشتاء بعدة درجات مقارنة مع السنوات السابقة، وأحدات التغيرات المناخية تختلف من منطقة إلى أخرى ولا يفترض مطابقتها ما يحصل في أوروبا كما هو موجود في بعض الدراسات العربية المناخية ، وأثر التغيرات المناخية معقد ومتداخل ويختلف من منطقة لأخرى، حيث سجلت الأردن خلال 9 سنوات الأخيرة زيادة كبيرة على معدلات الأمطار تجاوز 60% في بعض المناطق
.
موجات جافة قاسية على المغرب العربي وجنوب ووسط أوروبا..
ويتوقع أن تشتد الموجات الجافة على منطقة المغرب العربي وجنوب ووسط أوروبا، وذلك لتوقع تزامن العواصف الأطلسية التي تستمد قوتها من اثر ارتفاع حرارة مياه شمال المحيط الأطلسي مع تواجد مرتفع جوي قوي في وسط أوروبا وجنوبها وشمال أفريقيا، سيسبب هذا النظام الجوي ارتفاع كبير على الحرارة واستمرار الموجات الحارة المتأخرة خلال الخريف على تلك المناطق مما يساهم في استمرارية ارتفاع حرارة منطقة البحر المتوسط، إن ارتفاع حرارة البحر المتوسط وتزامنه مع اندفاع الكتل الباردة نحو شرقه سيسبب حالات جوية عالية التطرف ناتجة من هذه الدوراينة غير الاعتيادية للغلاف الجوي.
وتظهر بيانات النموذج المناخي لمركز وسم الإقليمي، تحرك هذا المرتفع الجوي قليلا نحو شمال شرق أوروبا خلال فصل الشتاء، مما يسمح باندفاع وتأثير العواصف الأطلسية على الجزر البريطانية وأقصى شمال غرب ألمانيا وغرب الجزر الاسكندنافية، يسبب ذلك احيانا ضعفا كبيرا على التيار النفاث في أقصى جنوب غرب أوروبا والمغرب مما يسمح بحالات ممطرة إقليمية على تلك المناطق، يسبب ذلك حصر الرياح السيبيرية الباردة جدا نحو حوض شرق البحر المتوسط وزيادة على تدفق الكتل الدافئة الرطبة من منطقة بحر العرب نحو الجزيرة العربية والاردن ودول الشرق الأوسط ينتج عنه المزيد من الحالات الجوية القوية عالية التطرف وربما تطور مبكر للعواصف الشتوية المندفعة من شرق البحر المتوسط خلال شهر ديسمبر
.
ظاهرة النينيو المناخية..
إن هذه الظاهرة تعتبر ضيفا ثقيلا على الظروف المناخية التي تحدث في الغلاف الجوي، والتي ستسبب زيادة كبيرة على تطرفها، وستتزامن هذه الظاهرة مع قوالب جوية متطرفة على العديد من مناطق العالم والأخص غرب الولايات المتحدة وشمال غرب أوروبا وجنوب شرق القارة الأوروبية وشرق البحر المتوسط والجزيرة العربية، كذلك أجزاء واسعة من شمال شرق اسيا.
تسبب ظاهرة النينيو المناخية تأثيرا كبيرا على مسار التيار النفاث والذي يعتبر الدفة الرئيسية لحركة القوالب الجوية وكذلك طبيعة نشاطها الديناميكي في العديد من المناطق وتاثيرا مباشرا على خلية "هادلي" أحد الركائز الأساسية لدورانية الغلاف الجوي والتي تسبب تفريغ الطاقة الكبيرة والصادرة من النشاط الاستوائي نحو العروض شبه الاستوائية، يسبب ذلك اشتداد هذا التيار النفاث في مناطق وضعفه وتراجعه في مناطق أخرى، وقد نلاحظ تركز تموج الغلاف الجوي لفترات زمنية طويلة على مناطق محددة خلال الخريف وفصل الشتاء.
دورانية الغلاف الجوي خلال نهاية الموسم المطري..
وسيتم ملاحظة أثر ذلك خلال منتصف الشتاء، إثر نشاط عالي للغلاف الجوي في محاولة إعادة التوازن بين القوالب الجوية في العديد من المناطق ومع تراجع ظاهرة النينيو المناخية، إلا أن مركز وسم الإقليمي وعبر نتائج النموذج المناخي الذي قام بتطويره، يتوقع حصول ظروف مناخية وجوية شديدة التطرف في مختلف مناطق العالم وليس فقط في مناطق محددة، حيث سيحصل انتقال سريع بين تموجات روسبي بين مناطق مختلفة من القارة الأوروبية وكذلك بين غرب وشرق المتوسط، مما يسبب في ظهور عواصف قوية ومفاجئة والتي ستكون واضحة خلال النصف الثاني من شهر يناير وحتى وقت متأخر من فصل الربيع.
وسيلاحظ أثر ذلك على تفاوت شديد على الحرارة، واختلاف حاد في المنطقة وتقلبات جوية حادة وقوية وسريعة ومفاجئة، مما يعني ذلك ضرورة تفعيل أنظمة التنبيه المبكر من الظروف الجوية القوية والطارئة والتي قد تكون مفاجئة وغير متوقعة في بعض المناطق.
وسيقوم مركز وسم الإقليمي بإًصدار النشرة الموسمية للقطاع الإعلامي والجمهور وذلك بعد إصدارها عبر القنوات الداخلية للجهات المستفيدة، وسيتم توفير بيانات النموذج المناخي العامة بشكل مجاني وبشكل مستمر، وكما سيعمل المركز على تطوير النموذج المناخي وتوفير مخرجاته الرسومية بشكل مجاني لكافة المهتمين والمستفيدين.