وسم –كثر الحديث عن احترار مفاجئ لطبقة الغلاف الجوي "ستراتوسفير" وهي الطبقة التي تحتوي غاز الأوزون المهم لامتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وكثر الحدث في السنوات الأخيرة عن هذه الظاهرة باستمرار ومحاولة ربطها بدورانية الغلاف الجوي وخاصة الدورانية القطبية، إلا أن مركز وسم الإقليمي لا يرى حتى اللحظة أي دليل على تأُثيرها المباشر على دورانية الغلاف الجوي.

-احترار الغلاف الجوي العلوي ( الستراتوسفير) ..
وتكررت هذه الحادثة خلال السنوات السابقة، ومع متابعة التحليلات حول تاُثيرها على دوارنية الغلاف الجوي، وجدنا نجاح بنسبة 20% من مختلف المصادر حول إمكانية تأثيرها على دورانية الغلاف الجوي، في حين أن 80% من التحليلات على أثرها لدورانية الغلاف الجوي لم تنجح، وكان أهم حدث لها في 2020، وبالرغم من العديد من الأبحاث والدراسات الصادرة من المراكز الأوروبية بالتحديد، إلا أن تأثيرها ما زال لغزا على دورانية الغلاف الجوي، ويقوم مركز وسم بإصدار دراسة مهمة تثبت أن احترار طبقة الستراتوسفير هي نتيجة لما يحدث في طبقة الترابوسفير ( وهي الطبقة التي تحدث بها الأنظمة الجوية الرئيسية)

ملاحظة الاحترار المفاجئ الذي انطلق من مناطق شرق أوروبا والذي سيندفع مع الدورانية نحو منطقة الاسكا وأمريكا الشمالية

.

- تكرار  احترار هذه الطبقة بعد تذبذب حاد في الدورانية القطبية للغلاف الجوي..
ولوحظ تكرار احترار هذه الطبقة مع تكرار متزايد لتذبذب الدورانية القطبية للغلاف الجوي، وكون الهواء الدافئ خفيف الوزن ويصعد تدريجيا مع نشاط الجبهات الهوائية الدافئة المندفعة نحو منطقة القطب الشمالي وبشكل أفقي نتيجة لطبيعة هذه الجبهات الهوائية، يتسبب ذلك بدورانية عكسية للغلاف الجوي في منطقة القطب الشمالي مما يطلق عليها AO-، يسبب ذلك ضعف حاد في تموجات روسبي الغربية المسؤولة عن العواصف الشتوية في منطقة العروض الوسطى، وتجمع الهواء القطبي نحو العروض الوسطى-العليا ودورانية الهواء القطبي بشكل معاكس (من الشرق للغرب) يسبب ذلك ضررا على النشاط الجوي فوق العروض الوسطى- المتدنية وضعف الحالات الجوية بشكل عام، وربما يتزامن ذلك مع نشاط عالي الفعالية مع المناطق شبه الاستوائية في بعض الفترات نتيجة ضعف التيار النفاث شبه الاستوائي بشكل كبير.

لوحظ أن هذا التذبذب يليه ارتفاع مفاجئ على حرارة طبقة الستراتوسفير بعدة أيام، ويعلل ذلك من صعود الهواء الدافئ من المناطق الشبه الاستوائية نحو منطقة القطب الشمالي، وهنا قد يكون ارتفاع حرارة طبقة الستراتوسفير هو نتيجة لما يحدث في طبقة الترابوسفير، الطبقة عالية الديناميكية، ويكون تأثير ذلك قليلا

ملاخظة تذبذب حاد في الضغط الجوي في منطقة القطب الشمالي وقبل ظهور حالة احترار طبقة الستراتوسفير بحدوث ثلاث أسابيع

.

إن أكبر أسباب التركيز عليها هي محاولة حل لغز التذبذب الحاد للضغط الجوي على منطقة القطب الشمالي، الذي يقوم بتغيير نتائج كافة النماذج المناخية العالمية " طويلة المدى" ويقلل من دقتها، إلا أن مركز وسم الإقليمي يتوقع أن تذبذب القطب الشمالي أكثر تعقيدا من محاولة ربطه بظاهرة محددة او بفرضيات غير مثبتة حتى اللحظة ومعظم التحليلات حول نتائجها ليست دقيقة وبنسبة 80% ، فتأثير تذبذب القطب الشمالي ينتج من الدوارنية للنشاط الاستوائي وارتباطه بأنظمة العروض الوسطى، ويحتاج ذلك إلى المزيد من الدراسات الدقيقة والمفصلة لمحاولة ربط هذه النتائج ببعض حتى يتم تقليل نسبة خطأ النماذج المناخية بعيدة المدى خاصة حول طبيعة الحالات الجوية المؤثرة.

إن أكثر من 99% من كتلة الغلاف الجوي تتواجد في طبقة الترابوسفير، أكثر من 50% فقط في ال 6 كم السفلى من الغلاف الجوي، ويحتاج ربط هذه الظواهر أو تأكيد تأثيرها على الدورانية القطبية المزيد من الدراسات الدقيقة ومعرفة فشل أغلب التوقعات البعيدة التي ترتبط بهذه الظاهرة.

وسيصدر وسم دراسة مفصلة ودقيقة توضح أثر طبقة الترابوسفيير على طبقة الستراتوسفير وكيف تزيد من نشاط ظاهرة احترار هذه الطبقة والتي تنتج من تزايد تذبذب الضغط الجوي الحاد في منطقة القطب الشمالي الذي يؤثر على طبيعة الدوارانية للهواء القطبي في منطقة القطب.

لذلك من وجهة نظرنا، لا ننصح بمتابعة تحليلات أو نتائج "احترار طبقة الستراتوسفير" وأثرها على الغلاف الجوي بسبب ارتباط ذلك بنسبة 80% لفشل هذه الدراسة بتوقع دقيق لدورانية الغلاف الجوي وخاصة الدورانية القطبية.