وسم –  تسجل درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي انخفاضا مستمرا ومتواصلا مقارنة مع الفترة السابقة، والتي تسبب التأثير المباشر على دروانية الخلية الاستوائية وشبه الاستوائية في منطقة المحيط الأطلسي وما يحيطه والتأثير المباشر على شكل المرتفع الجوي الأوزوري ( أو مرتفع برمودا) وتغير الأنماط الجوية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

انخفاض الحرارة قرب سواحل شمال غرب أفريقيا والمنطقة الاستوائية الأطلسية..
وتم ربط انخفاض الحرارة في تلك المناطق إلى انعكاس أثر ذلك في شكل المرتفع الجوي الأوزوري الذي يتركز أكثر نحو أوروبا ويأخذ الشكل "الشمالي-الجنوبي" ، من الممكن أن يؤدي تزايد المياه الباردة في تلك المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية إلى تضخم هذا المرتفع الجوي بشكل أكبر نحو مختلف المناطق الأوروبية وتحديدا أوروبا الغربية.

من جهة أخرى تؤثر ضعف هذه الخلية الاستوائية تأثيرا كبيرا على دورانية الغلاف الجوي في شمال الأطلسي،و التي سببتها برودة المياه الاستوائية وشبه الاستوائية في منطقة الأطلسي وتزامنها مع توقع اشتداد الظروف الاستوائية الجوية فوق الأمازون لاحقا وخاصة مع انهيار ظاهرة النينيو وبداية حالة من الحياد الباردة قليلا في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، يؤدي هذا إلى تغير الانماط الجوية فوق شمال المحيط الأطلسي لتصبح شكل العواصف الأطلسية أكثر اتجاها نحو جنوب جرينلاند والتيار النفاث القطبي وشبه الاستوائي أكثر انحناءً نحو الجنوب.

يسبب ذلك أيضا ضعف كبير على التيار النفاث القطبي فوق شرق القارة الأوروبية وسيلاحظ هذا جيدا خلال نهاية الصيف، إن هذه الدوارنية المعقدة والعوامل المناخية غير المتوقعة ستسبب ظروفا جوية هامة مجددا في شرق البحر المتوسط ووسطه وكذلك مناطق واسعة من الجزيرة العربية.

إن تزامن ذلك مع ارتفاع كبير على حرارة مياه المحيط الأطلسي تعزز من قوة العواصف الأطلسية خاصة في الجزء الجنوبي من جرنيلاند مما يعزز من شدة اندفاع الهواء الحار نحو أوروبا.

تبريد متواصل على المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي وسواحل أفريقيا الشمالية الغربية تزامنا مع ضعف ظاهرة النينيو في المحيط الهادئ ودفء متواصل على سواحل غرب الولايات المتحدة.


موجات حارة قوية نحو أوروبا واضطرابات جوية شديدة..
سينتج عن ذلك إلى اتجاه الكتل الهوائية الحارة من الصحاري الكبرى الأفريقية نحو القارة الأوروبية وخاصة الوسطى ولاحقا الغربية خلال النصف الثاني من شهر 7، وقد يكون تأثير الموجات الحارة نحو أوروبا شديدا ومتطرفا على غير العادة، علما أن الموجات الحارة والأجواء الحارة نحو أوروبا تزيد كثيرا من معدل الفيضانات والسيول القوية نتيجة ارتفاع الحرارة وزيادة عوامل عدم الاستقرار الباروتروبيكية جنبا بجنب تأثير الجبهات الهوائية الباردة الحادة من نوع Kata والمندفعة من شمال المحيط الأطلسي والتي تعتبر شديدة الخطورة في هذا الوقت.

إن الكتل الحارة الصحراوية الأفريقية ستندفع بسهولة نحو أوروبا خاصة مع انخفاض الضغط الجوي السطحي بشكل حاد فوق جنوب غرب أوروبا وغرب الجزر البريطانية الذي سيعززه انخفاض الحرارة الواضح  والمفاجئ في المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي.

التغيرات المناخية..
والتغيرات المناخية لا تعني بالضرورة ارتفاع الحرارة فقط، وإنما هي عوامل معقدة متداخلة جدا، وبالنسبة للمنطقة العربية، تسببت هذه التغيرات المناخية إلى زيادة كبيرة جدا على معدلات الأمطار وصلت بين 40-60% وزيادة معدلات الحرارة إلى حدود الدرجة مئوية ونصف الدرجة، علما أن أقوى الموجات الحارة في الجزيرة العربية والأردن وبلاد الشام حدثت بين 2015 وحتى 2021.

التأثير على الموسم المطري المقبل..
وعلى حسب النتائج والواضحة، فإن وجود مرتفع جوي قوي فوق أوروبا معظم الوقت سيعزز من استمرارية اندفاع الرياح الباردة نحو شرق البحر المتوسط ووسطه وحتى شمال الجزيرة العربية، واستمرار المواسم المطرية القوية في المنطقة، الاختلاف الذي سيحصل هو درجات حرارة أكثر برودة خلال الموسم المقبل مقارنة مع الموسم السابق نتيجة لتغير مسار واتجاه التيار  النفاث القطبي.

ولا صحة للمعلومات التي تصدر والتي تتحدت عن انخفاض معدلات الأمطار في الأردن والجزيرة العربية خلال السنوات الأخيرة، علما منطقة الشرق الأوسط والأردن والسعودية والكويت تأثرت باقوى المواسم المطرية في السجلات المناخية الحديثة خلال السنوات الأخيرة وامتداد المواسم المطرية لفترات طويلة غير معتادة.