وسم- يتابع مركز وسم الإقليمي موجات حارة جديدة متوقعة نحو القارة الأوروبية ابتداء من الأسبوع المقبل وتستمر لفترة طويلة وتتركز على غرب القارة الأوروبية ووسطها، يسبب ذلك إلى ارتفاع الحرارة إلى مستويات أربعينية في العديد من المدن الأوروبية.

- موجة حارة قوية تؤثر على القطب الشمالي..
وأصدر مركز وسم الإقليمي تقرير هام عن موجة حارة قوية تضرب منطقة القطب الشمالي من جهة الأراضي الكندية الغربية، وتوقع وسم أن الموجة الحارة القوية فوق منطقة القطب الشمالي ستسبب نتائج سيئة فوق أوروبا الغربية من بداية تأثيرا الموجات الحارة الشديدة نحوها خلال نهايات 7 وحتى شهر 8، وبالرغم أن ذلك يعتبر سيئا في تلك المناطق، إلا ان نتائج هذا الأمر يسبب برودة الصيف في إقليم البحر المتوسط ومنطقة بلاد الشام، استثناء غرب منطقة البحر المتوسط.

موجات حارة قوية ضربت أوروبا الوسطى والشرقية، وحرارة موسمية إلى دون معدلاتها في شرق المتوسط وتركيا وشمال السعودية


الموجات الحارة ستصل الجزر البريطانية وفرنسا وألمانيا..
ويتوقع أن تؤثر الموجات الحارة هذه المرة بوضوح على المناطق الغربية من أوروبا وعكس الفترة السابقة التي تركزت على وسط أوروبا وشرقها، وبنفس الوقت، يتوقع أن تنخفض الحرارة بوضوح نحو جنوب وجنوب شرق أوروبا وشرقها وحتى منطقة شرق ووسط البحر المتوسط وتركيا وبشكل غير اعتيادي موسميا، حيث تعتبر هذه الفترة هي الأشد حرارة موسميا في هذا الإقليم.

الموجات الحارة ستستمر حتى نهايات 8 في القارة الأوروبية..
وستكون درجات الحرارة مرتفعة جدا في نطاق واسع من أوروبا وخاصة أوروبا الوسطى والغربية، والتي تطال أحيانا أوروبا الشرقية، وتبقى مناطق جنوب شرق أوروبا وشرق البحر المتوسط ووسطه بعيدا عن هذه الموجات الحارة.

التحليل العلمي..
وأصدر مركز  وسم الإقليمي عبر تقريره في توقع موجة حارة قوية نحو منطقة القطب الشمالي والتي يتوقع أن تسبب هذا التغيير الكبير في تنظيم الغلاف الجوي، حيث تم ملاحظة ضعف كبير جدا على التيار النفاث القطبي الذي كان قويا منذ نهاية شهر 7 من عام 2023 ووصل إلى ذروة قوته خلال فصل الشتاء، تسبب ذلك في دورانية قطبية قوية في المناطق القطبية وشبه القطبية، نتج عن ذلك حصر الهواء القطبي أكثر نحو تلك المناطق وعزل هذه الدورانية في كثير من الأحيان عن الدروانية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والعروض الوسطى.

ومع تأثير ظاهرة النينيو المناخية التي تسبب التسخين الديناميكي الكبير في العروض شبه الاستوائية والعروض الوسطى المتدنية والنتاجة من النشاط الاستوائي العالي في منطقة المحيط الهادئ، والتي عززت أيضا من قوة التيار النفاث القطبي بنهاية المطاف، تسبب ذلك في تسخين كبير في العروض الوسطى بالتحديد ونتج عنه تأخر العواصف الثلجية عن العديد من مناطق العالم، والتي تأثرت بها الأردن ومنطقة شرق المتوسط والسعودية بوضوح، حيث تأثرت تلك المناطق بموسم دافئ وممطر بغزارة.

ومع توقع نهاية ظاهرة النينيو المناخية وانخفاض الحرارة قرب سواحل كندا وكذلك منطقة المحيط الأطلسي الاستوائية وشبه الاستوائية، تسبب ذلك إلى التأثير الكبير على نشاط التيار النفاث القطبي، ولوحظ "شبه انهيار في دورانيته" فوق الأراضي الكندية الغربية وكذلك منطقة وسط وشرق أوروبا، ويتوقع أن ينتقل هذا الضعف الحاد في مختلف مناطق العالم، وينتج عن ذلك تخفيف الضغط الحراري الكبير المتمركز في العروض الوسطى وشبه الاستوائية نحو القطب الشمالي والعروض العليا وهذا ما تسبب بحدوث موجات الحر الشديدة نحو أوروبا وأمريكا الشمالية والصين ومنطقة القطب الشمالي.

إن تحليل هذه النتائج ودراستها عبر نتائج النموذج المناخي في وسم كان واضحة منذ بداية فصل الصيف، إلا أن الحرارة الأعلى من معدلاتها الموسمية ناتجة من سخونة الرياح الشمالية الغربية الموسمية التي تؤثر على السعودية والعراق والأردن وبلاد الشام، حيث كانت هذه الرياح أعلى حرارة مقارنة مع المعتاد بحدود درجة مئوية ونصف في بعض الفترات بسبب سخونة البحر المتوسط عن معدلاته بحدود 4-5 درجات مئوية وهذا يزيد من نسب الرطوبة والغطاء السحابي في بعض المناطق خاصة شمال غرب السعودية ودول الشام وشمال مصر، ومع شدة الموجات الحارة فوق شرق السعودية والعراق والكويت، تسبب ذلك في شدة الرياح الشمالية الغربية في كثير من الفترات نحو شمال غرب السعودية ومنطقة شرق المتوسط، إضافة للموجة الحارة الحادة التي حدثت في منتصف شهر 6.

معدل الحرارة الموسمي سيهبط بشكل واضح خلال الفترة المقبلة مع ارتفاع نسب الرطوبة مما سيعكس على انتائج زراعي عالي في بعض مناطق شرق المتوسط والأردن وشمال السعودية.