وسم- ما زال مركز وسم الإقليمي يتابع ظاهرة تبريد المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، التي ما زالت تواجه بطء شديد في عملية التبريد، إلى مواجهة عملية تسخين مفاجئة وغريبة في الجزء الشرقي من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، وهو عكس بيانات النماذج المناخية الأمريكية وبالتحديد CFC الذي واجه دقة "شديدة الانخفاض" خلال فترة الصيف في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية.
ويتابع مركز وسم الإقليمي الأسباب العلمية لهذا البطء في عملية التبريد وفشل تطور ظاهرة اللانينيا على عكس التوقعات، ويعتبر ذلك له تأثير كبير على دورانية الغلاف الجوي والتغيرات التي حصلت في توقعات النماذج المناخية العالمية، كذلك الظروف الجوية المتطرفة التي تحدث حول مختلف مناطق العالم وخاصة في منطقة البحر المتوسط التي تشهد الظروف الجوية الأكثر تطرفا.
وتؤئر ظاهرتا اللانينيا والنينيو كثيرا على مسار التيار النفاث شبه الاستوائي وشدته وطبيعة دورانية الغلاف الجوي، وتعتبر هذه الظواهر من الأكثر تأثيرا على طبيعة الغلاف الجوي الدورانية.
- ضعف كبير على سرعة الرياح التجارية..
وما زالت سرعة الرياح التجارية في المنطقة الاستوايئة للمحيط الهادئ تواجه ضعف كبير بالنسبة لظاهرة اللانينيا، وبعد تحسن قيمها بشكل نسبي خلال الأسبوعين الأخيرين عادت وتراجعت سرعتها بشكل كبير ومتسارع، كما تواجه المنطقة الشرقية عملية تسخين غريبة و عودة ارتفاع الحرارة في المنطقة الشرقية الاستوائية وكأنها تشبه حالة ضعيفة النينيو الشرقية وهو أمر مفاجئ بالنسبة للتوقعات للنماذج المناخية العالمية.
- المياه الباردة شبه العميقة غير منشرة بشكل واضح..
وعميلة صعود المياه الباردة من المناطق شبه العميقة في المحيط الهادئ الاستوائي مرتبط أيضا بنشاط الرياح التجارية عبر النطاق شبه الاستوائي في المحيط الهادئ وتأثرها بظاهرة Ekman Transport ، فيبدو أن عملية صعود المياه من الأعماق ما زال ضعيف وخجول وغير واضح مقارنة مع ظواهر اللانينيا القوية والواضحة.
-التبريد خلال الثلاث أسابيع الأخيرة..
وكان التبريد الحاصل خلال الثلاث أسابيع الأخيرة أكثر وضوحا مقارنة مع فترة الصيف، ولكن حدث تراجع كبير خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر، وخاصة في الجزء الشرقي مع ضعف غريب وغير مفهوم تماما لسرعة الرياح التجارية في المنطقة الشرقية الاستوائية للمحيط الهادئ، وما زالت النماذج المناخية كال ECMWF و ACCESS ناجحان بنسبة كبيرة في التوقع لمسار هذه الظاهرة عكس النموذج الأمريكي CFS وكذلك بيانات النموذج الكندي طويل المدى الذي قام بتصحيح نفسه في الفترة الاخيرة.
- سخونة كبيرة في منطقة المحيط الهادئ..
ومن الصعب إثبات ذلك، إلا أن منطقة المحيط الهادئ تعاني من حرارة مرتفعة في معظم أجزائها وخاصة الجزء الشمالي منه، ولكن قد تكون لها نتائج مختلفة سيتم الشرح عنها في دراسات مفصلة عبر مركز وسم الإقليمي.
- التذبذب القطبي الجنوبي – SAM..
ويعتقد خبراء مركز وسم الإقليمي أن هذا التذبذب القطبي الجنوبي السالب والحاد منذ الصيف يعتبر المسؤول الرئيسي في ضعف تطور ظاهرة اللانينيا خلال الصيف وحتى بداية الخريف، وما زال هذا التذبذب يسجل قيم سلبية بشكل عام.
التذبذب القطبي الجنوبي السلبي يحفز الغربيات بشكل أوضح في العروض الوسطى للجزء الجنوبي من الغلاف الجوي وجنوب أستراليا مقارنة مع التذبذب الموجب، ويتزامن مع فرصة أعلى لتطور ظاهرة النينيو على حسب دراسة أطلقتها الأرصاد الاسترالية في تاثيرها على طبيعة الرياح التجارية والأنظمة الجوية وظواهر ال ENSO.
- التأثير العام على دورانية الغلاف الجوي|
ويتوقع مركز وسم الإقليمي تأثيرا هاما على دورانية الغلاف الجوي مع توقع عدم تطور واضح لظاهرة اللانينيا وبقائها مرحلة الحياد الباردة، أو تطور ضعيف ومؤقت لظاهرة اللانينيا خلال الخريف سرعان ما تتلاشى، وتوقع لسيطرة مرحلة التعادل الدافئة خلال نهاية الخريف وفصل الشتاء في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية.
إن هذه النتائج تعني ضعف في تبريد العروض شبه الاستوائية في غلافنا الجوي، ولكن كما أشرنا في عدة تقارير، فإن نشاط التيار النفاث القطبي خلال الموسم المطري السباق كان المسؤول الرئيسي في حصر التبريد الشديد في الدائرة القطبية الشمالية.
إن عدم تطور ظاهرة اللانينيا بشكل الواضح والقوي سيعرض جزء مهم من أمريكا الشمالية لأنظمة جوية غير اعتيادية، وزيادة شدة العواصف نحو الغرب الأمريكي، وموجات الصقيع الشديدة نحو شمال شرق الولايات المتحدة، وتغير موقع العواصف الأطلسية في منطقة المحيط الأطلسي.
إن سلوك ظواهر ال ENSO المختلف بسبب تأثيرا حادا وكبيرا على التيار النفاث شبه الاستوائي، ومع برودة المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي بشكل متسارع، لوحظ ضعف كبير على هذا التيار وخاصة فوق منطقة البحر المتوسط بل ووصل الأمر إلى انقسامه فوق القارة الأوروبية، معرضا أجزاء واسعة من القارة الأوروبية لموجات جفاف ودفء، وتركز الأمطار الغزيرة والسيول إلى الجزء الجنوبي منها وقرب منطقة البحر المتوسط التي بدأت تشهد عواصف قوية ومتتابعة يتوقع أن تستمر لفترة طويلة.
وبالنسبة لخبراء الرصد ومن يتابع النماذج العددية الفيزيائية اليومية، فسيلاحظ انخفاض دقتها الواضح في الفترات المتوسطة والبعيدة وسرعان ما تعيد حساباتها وذلك بسبب مسار التيار النفاث شبه الاستوائي غير الاعتيادي الذي يؤثر على هذه البيانات، وهذا الضعف لوحظ أيضا في نتائج الاحتمالات المتعددة (الانسمبلز)، وبالرغم من ذلك يعمل نظام وسم التكنولوجي المتعدد DMM مع النموذج المناخي المطور في تخفيف نسبة التشويش والأخطاء الصادرة من هذه النماذج.
ويزيد ذلك كثيرا من فرصة موجات البرد القوية وغير الاعتيادية في منطقة البحر المتوسط والجزيرة العربية خلال الموسم المطري المقبل وشدة الموسم المطري كذلك في نطاق واسع من الشرق الأوسط والبحر المتوسط والعديد من الدول العربية.
وأصدر مركز وسم الإقليمي سابقا عن توقع عاصفة قوية في وسط البحر المتوسط في تحديث شهر 8-2024، وبالفعل حصلت هذه العاصفة القوية ( عاصفة بوريس) مسببة الأضرار الكبيرة في مناطق البحر المتوسط وجنوب أوروبا وتسببت في وقوع ضحايا وخسائر مادية كبيرة.
وسيصدر وسم المزيد من الدراسات والتوقعات الموسمية مدعمة بالعديد من الخرائط المفصلة لدورانية الغلاف الجوي غير الاعتيادية، ويعتبر مركز وسم الإقليمي المركز العربي الوحيد الذي يدرس التغيرات المناخية وتأثيرها ومدى تغيرها خلال الفترة المقبلة والتي حققت نجاحات مهمة خلال السنوات الأخيرة.
المصادر..
http://www.bom.gov.au/climate/enso/#tabs=Overview
https://www.ospo.noaa.gov/products/ocean/sst/anomaly/
http://www.bom.gov.au/climate/enso/#tabs=Southern-Ocean
https://www.cpc.ncep.noaa.gov/products/precip/CWlink/daily_ao_index/aao/aao.shtml
https://iri.columbia.edu/our-expertise/climate/forecasts/enso/current/?enso_tab=enso-sst_table