وسم-  يستمر تأثير الموجة القطبية على أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة ولفترة زمنية طويلة، وتستمر درجات الحرارة المنخفضة مع استمرار الهطولات على فترات، تكون على شكل هطولات ثلجية فوق الجبال العالية من المملكة خاصة الجنوبية والشمالية منها.

ويتوقع اشتداد تأثير الموجة القطبية مجددا خلال منتصف الأسبوع المقبل بشكل تدريجي ويتوقع أن ينتج عنها المزيد من الهطولات الغزيرة وتساقط الثلج على الجبال العالية.

الهطولات تتراجع من مساء الخميس وحتى صباح السبت|
وتستمر الهطولات حتى صباح السبت ولكن مع توقع تراجع بشدتها على المناطق الغربية من المملكة لتهطل على فترات وتستمر ممزوجة مع الثلج على المناطق الجبلية وعلى شكل زخات ثلجية على الجبال العالية التي تزيد عن 1200 متر عن مستوى سطح البحر، تنخفض مؤقتا إلى 1000 مترا مساء يوم الجمعة وتشمل بعض قمم عمان العالية.

أجواء باردة جدا السبت والأحد وتنبيه من الصقيع والانجماد|
ويتحسن الطقس نسبيا يومي السبت والأحد ولكن تبقى الأجواء باردة جدا مع استمرار تواجد الغيوم وفرص الأمطار المحدودة في مناطق مختلفة أو الزخات الثلجية الخفيفة، ويتوقع حدوث الانجماد وتشكّل الصقيع خلال ساعات الليل والصباح في الجبال والسهول.

تجدد الهطولات الغزيرة منتصف ونهاية الأسبوع المقبل|
ونتيجة لاستمرار تأثير الموجة القطبية على أجواء المملكة، يتوقع تشكّل منخفض جوي آخر يوم الإثنين المقبل وتجدد الهطولات الغزيرة على مختلف مناطق الممكلة خاصة المناطق الغربية من البلاد، والتي تكون على شكل هطولات ثلجية على الجبال العالية، ويتوقع استمرار هذه الهطولات لكن على فترات حتى نهاية الأسبوع المقبل على أقل تقدير.

مراقبة تجدد اندفاع الرياح القطبية نحو شرق المتوسط والمملكة منتصف الشهر|
ونتيجة لاستمرار تواجد مرتفع جوي قوي وغير اعتيادي على معظم مناطق أوروبا وحتى أقصى الأجزاء الشمالية منها، سينتج عن ذلك تشكّل عاصفة قطبية قوية على شرق أوروبا وحتى تركيا ومنطقة البحر الأسود، مما يؤدي لتجدد واشتداد تأثير الموجة القطبية في وقت لاحق من نهاية الأسبوع المقبل وحتى فترة بعد منتصف الشهر، وسيصدر مركز وسم الإقليمي التفاصيل تباعا.

لا بوادر على انحسار الموجة القطبية خلال الفترات المتوسطة|
ولطبيعة الغلاف الجوي ودورانيته غير الاعتيادية، فيتوقع استمرار تدفق الرياح القطبية لفترة طويلة وربما بشكل نادر الحدوث نحو حوض شرق المتوسط وشمال الجزيرة العربية خلال الأسابيع المقبلة ولا توجد مؤشرات واضحة لانحسار هذه الموجة القطبية مما سيزيد كثيرا على الطلب للوقود لغرض التدفئة.

ونتيجة لهذه الرياح القطبية وفترة تأثيرها الطويلة، فهذا سيؤثر كثيرا على القطاع الزراعي وتأخر المحاصيل الزراعية عن مواعيدها الاعتيادية ، كذلك ستؤدي لكميات أمطار كبيرة أو تساقط كثيف للثلوج على الجبال العالية مما يعرض الكثير من المناطق لفيضان الأودية وفيضان السدود والتأثير على البنية التحتية بشكل كبير.

إن هذا التنظيم للغلاف الجوي نتج بسبب نشاط قوي وحاد للمرتفع السيبيري وهو النشاط الأول هذا الموسم ولكنه جاء في وقت متأخر جدا، تسبب ذلك في تدفق مستمر للرياح القطبية الباردة جدا نحو شرق القارة الأوروبية وروسيا وجنوب شرق أوروبا وحتى شرق البحر المتوسط، ونتيجة لتزامن ذلك مع نشاط غير اعتيادي للعواصف الأطلسية، سيعرض ذلك معظم مناطق أوروبا والعديد من مناطق شمال أفريقيا لفترات أكثر دفئا وأقل أمطارا وحصر الرياح القطبية فقط نحو حوض شرق المتوسط ضمن تنظيم نادر للغلاف الجوي وغير معهود.

إن هذا التنظيم للغلاف الجوي سيستمر حتى منتصف فصل الربيع على أقل تقدير، مما يزيد من فرصة أن ينتهي هذا الموسم بمعدلات أمطار وهطولات كبيرة بالرغم من ضعف الأداء الموسمي حتى 31-1-2025 بحدود 15% عن المعدل الاعتيادي في العديد من المناطق، حيث لم تتجاوز العديد من المناطق أكثر من 35% من الموسم المطري والذي يفترض أن يحقق 50%.

اشتداد الظاهرة المناخية " الانتقال الموسمي " |
ويطلق على هذه الظاهرة "بالانتقال الموسمي" أو Seasonal Shifting  وهي تعود إلى تغيرات مناخية تؤثر على المنطقة، تسببت في اشتداد هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، حيث وجد أن مجموع أكثر من 75% من الأمطار خلال السنوات الأخيرة أصبح يتأخر إلى النصف الثاني من الموسم المطري مقارنة مع 46% قبل التغيرات المناخية.

وتسببت هذه الظاهرة أيضا إلى زيادة معدلات الأمطار وارتفاع معدل تطرف العواصف الشتوية أو الثلجية، وارتفاع فرصة تساقط كميات المطر الكبيرة جدا في فترات زمنية أقصر، وكانت هذه الظاهرة واضحة جدا في موسم 2022-2023 ، حيث تساقط ما يزيد عن 90% من الموسم المطري في بعض المناطق خلال النصف الثاني من ذلك الموسم واستمرت الأمطار حتى منتصف شهر 6 – يونيو- وسجلت زيادة موسمية بحدود 40-70% في معظم المناطق.

ولا تعاني الأردن خلال السنوات الأخيرة من أي نقص في كميات الأمطار، بل تغيرات في طبيعة المواسم المطرية واشتدادها وزيادة معدلات الأمطار إلى أكثر من 60%.