وسم- يراقب مركز وسم الإقليمي بشكل مستمر موجات حارة قوية ونادرة تؤثر على نطاق واسع من القارة الأوروبية خلال الأسابيع القليلة المقبلة ومندفعة من منطقة الصحراء الكبرى بسبب دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي، هذه الموجات الحارة ستمتد نحو منطقة القطب الشمالي عبر شمال الجزر الاسكندنافية، وكذلك موجة حارة أخرى ستندفع من الغرب الأمريكي نحو منطقة الاسكا.
موجات حارة تؤثر على أجزاء من القطب الشمالي|
ويراقب مركز وسم الإقليمي دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي عبر اندفاع موجتان حارتان تضربان منطقة القطب الشمالي، الأولى من الصحاري الأفريقية نحو شمال أسكندنافيا وأقصى شمال شرق جرينلاند والثانية مندفعة من الغرب الأمريكي الحار نحو منطقة الاسكا وغرب كندا والتي تعبتر الأكثر قوة.
تكرار هذه الموجات الحارة مؤشرا خطيرا على اشتداد التغيرات المناخية، وتوقعات بسرعة ذوبان الجليد خلال الفترة المقبلة في مناطق القطب الشمالي والتي تهدد الدورانية الطبيعية للتيارات المائية في المحيط الأطلسي والذي يحافظ على توازن حراري هام في الغلاف الجوي.
إن اشتداد هذا النوع من الموجات الحارة مؤشرا خطيرا آخر على بداية ضعف التيار النفاث القطبي، مما يعكس ظروف جوية شديدة التطرف متوقعة على العديد من المناطق حول العالم.
تأثير ذلك على القطب الشمالي|
ويعتبر تأثر القطب الشمالي بالموجات الحارة مؤشرا خطرا على الدورانية الطبيعية للغلاف الجوي، وانعكاسا سلبيا في سرعة ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي والذي يهدد طبيعة الدورانية المائية في منطقة المحيط الأطلسي خلال السنوات المقبلة.
ينعكس ذلك أيضا على ضعف التيار النفاث القطبي في وقت قريب ربما يصبح أكثر وضوحا خلال الموسم المقبل، وضعف التيار النفاث القطبي يؤدي لدورانية شديدة للغلاف الجوي وزيادة عدد العواصف في العديد من المناطق.
ضعف الدورانية المائية في منطقة المحيط الأطلسي يهدد في المستقبل "بانهيار التيار النفاث فوق منطقة المحيط الأطلسي" وبتوسع الدائرة القطبية بشكل سريع ومفاجئ في القارة الأوروبية ومنطقة أمريكا الشمالية وبانخفاض كبير ومفاجئ بدرجات الحرارة عالميا وبشكل سلبي مؤثرا على النظام البيئي والإنتاج الزراعي حول مختلف مناطق العالم، وسيصدر مركز وسم الإقليمي مدى خطورة التغيرات المناخية التي تعصف بالعالم والتي يتوقع أن تزداد بسرعة كبيرة.

تأثير ذلك على المنطقة العربية|
فترات جافة وحارة كثيرا يتوقع أن تزداد في منطقة المغرب العربي وغرب البحر المتوسط، يقابله العكس في مناطق شرق البحر المتوسط وبلاد الشام والجزيرة العربية.
معدلات أمطار متزايدة كثيرا في كل من الأردن وفلسطين وجنوب سوريا ولبنان وغرب تركيا، ونطاق واسع من شمال وغرب الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وجنوب العراق، يقابله العكس في منطقة المغرب العربي.
لقد سجلت مناطق واسعة من الشرق الأوسط وخاصة جنوب شرق المتوسط والأردن وفلسطين وغرب الجزيرة العربية وشمالها ارتفاعا كبيرا على معدلات الأمطار تجاوزت ما بين 40-60% ولأول مرة منذ بداية السجلات المناخية الحديثة، ومع توقعات تسارع هذه التغيرات المناخية خلال الفترة المقبلة، ستكون هذه الظواهر الجوية المختلفة أكثر وضوحا في المنطقة مع تغيرات كبيرة متوقعة في منطقة غرب البحر المتوسط في وقت لاحق.