وسم – يتوقع أن تشهد غرب القارة الأوروبية المزيد من الموجات الحارة القوية وخاصة أوروبا الغربية والوسطى خلال نهايات هذا الشهر والأسبوع الأول من شهر 8 نتيجة دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي وربما يكون عدد الموجات الحارة التي أثرت على أوروبا هذا الصيف غير مسبوق في السجلات المناخية الحديثة، وشهدت أوروبا الغربية البداية الأسوأ تاريخيا لهذا الصيف على حسب نظام كوبرنيكوس لمراقبة تغيرات المناخ.
حرارة أقل من المعتاد في مناطق عديدة من الشرق الأوسط|
ويتوقع استمرار الطقس الصيفي المعتدل خلال الفترة المقبلة في معظم مناطق بلاد الشام والأردن والحرارة الأقل من المعتاد في الجزيرة العربية وبشكل نادر مقارنة مع هذا الوقت الصيفي الحار.
وبالرغم من توقع بعض الفترات الحارة أحيانا ولكنها تبقى لمدة قصيرة وبارتفاعات قليلة على درجات الحرارة وذلك بسبب تتابع الموجات الحارة نحو أوروبا وبالتحديد المناطق الغربية منها، مما تضعف فرصة الكتل الهوائية الحارة من الاندفاع نحو شرق المتوسط والتعمق نحو شمال غرب الجزيرة العربية، وتبقى الموجات الحارة محصورة نحو شرق العراق وجنوبها ومنطقة شمال الخليج العربي على فترات.
موجة اعتدال طويلة جديدة ودرجات حرارة أقل من المعتاد نهاية الشهر|
ويراقب مركز وسم الإقليمي توقع اندفاع كتلة هوائية أقل حرارة من المعتاد بشكل واضح عبر شرق القارة الأوروبية وذلك بعد 25 من 7، والتي يتوقع أن تؤثر على شرق البحر المتوسط وشمال مصر وليبيا والأردن، وتصل على شكل حرارة أقل من المعتاد نحو شمال ووسط السعودية وغرب العراق، هذه الكتل الهوائية المعتدلة ستتزامن مع بداية الموسم المطري الصيفي في جنوب الجزيرة العربية الذي سيكون غزيرا في اليمن ومرتفعات جازان وحتى عسير مع نهاية الشهر الحالي.

الأسباب العلمية في دورانية الغلاف الجوي|
ويتابع مركز وسم الإقليمي ضعف مفاجئ للتيار النفاث شبه الاستوائي في منطقة غرب البحر المتوسط وشرق المحيط الأطلسي بظاهرة مناخية مهمة اشتدت منذ الصيف السابق، وضعف هذا التيار يؤدي لسهولة تدفق الرياح الحارة من شمال أفريقيا نحو القارة الأوروبية، وأصدر مركز وسم الإقليمي تقريرا علميا مفصلا يشرح هذه الديناميكية المتغيرة.
وأدت سخونة البحر المتوسط والمتزامنة مع انخفاض الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي بشكل مفاجئ وحاد إلى تعزيز ضعف هذا التيار النفاث، مما أدى ألى اشتداد الموجات الحارة وتزايد عددها نحو القارة الأوروبية.
أدى ذلك بسهولة إلى دفع كتل هوائية معتدلة الحرارة نحو شرق البحر المتوسط والجزيرة العربية، والذي سيعزز بدوره اشتداد الأمطار الموسمية نحو مرتفعات جازان وعسير واليمن، كذلك اشتداد الأمطار الغزيرة في وسط وجنوب السودان.
وضعف التيار النفاث يشمل كافة مناطق البحر المتوسط، ورصد مركز وسم الإقليمي اضطرابات حادة في التيارات في الطبقات العليا من الجو في إقليم الشرق الأوسط والبحر المتوسط خلال الأيام الأخيرة والناتج من تفاوتات حرارية حادة في المحيطات ومنطقة البحر المتوسط.
هذه الدورانية غير الاعتيادية للغلاف الجوي بدأت منذ عام 2014 واشتدت خلال الفترة بين 2015 وحتى 2024 ونتج عنها زيادة كبيرة على معدلات الأمطار بحدود 40-60% في غرب السعودية وشمالها والأردن وفلسطين وشمال شرق مصر وكذلك مناطق واسعة من الخليج العربي، ولوحظ اشتداد هذه التغيرات خلال السنوات الأخيرة مما ينذر بتغيرات مناخية أكثر قوة ووضوحا خلال الفترة المقبلة.