وسم- يتابع مركز وسم الإقليمي بشكل مستمر موجات حارة قوية جديدة نحو أوروبا ستتركز بشكل رئيسي نحو مناطقها الغربية وجنوب غربها وأجزاء من وسطها وتمتد حتى المناطق الشمالية منها وأطراف القطب الشمالي وذلك بسبب دورانية شديدة التطرف للغلاف الجوي.
ومن حيث المعطيات الأولية، فإن الموجة الحارة ستبدأ على القارة الأوروبية بدءا من مناطق الجنوبية الغربية منتصف الأسبوع المقبل ثم تمتد لباقي مناطقها والتي يتوقع أن تتزامن مع قيم حرارية متطرفة جدا وربما قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة.
النتائج على المنطقة العربية|
الاعتدال أو الأجواء الأقل حرارة من المعتاد سيؤثر على نطاق واسع من شمال شرق أفريقيا وشمال غرب الجزيرة العربية وبلاد الشام والأردن، ويتوقع أن تشهد أجزاء من تلك المناطق موجات صيفية معتدلة "غير اعتيادية" ، تتركز بشكل رئيسي خلال الثلث الأول من شهر 8 وكذلك خلال النصف الثاني منه، مع بعض الفترات الحارة الناتجة من دورانية الغلاف الجوي أو تجدد الموجات الحارة نحو أوروبا.
معدلات أمطار متزايدة خاصة في مرتفعات جازان وعسير واليمن، كذلك في السودان، ولا يستبعد أن تمتد الهطولات المطرية نحو نطاقات واسعة من الصحراء الكبرى بالتحديد صحاري ليبيا والجزائر والمناطق الحدودية المغربية الجزائرية.
وبالرغم من توقع ارتفاع الحرارة في بعض الفترات خاصة خلال الأسبوع الثاني من شهر 8 في منطقة بلاد الشام وشمال غرب السعودية وغرب العراق، إلا أنها ستتميز لفترات قصيرة ومتباينة وغير شاملة، استثناء المناطق المغربية وغرب الجزائر التي قد تتعرض لموجات حارة متعاقبة خلال الفترة المقبلة.

تحليل مصدر الموجة الحارة|
ولوحظ نشاط استوائي شديد في المنطقة الأفريقية الاستوائية وشبه الاستوائية الغربية ( فوق 10 درجات شمالا) الممتدة من 1 يونيو حتى 26 يوليو، مع تسجل نشاط مضاعف في نفس تلك المناطق خلال الأيام الأخيرة، مؤديا لنتائج ثانوية واضحة وملموسة حول تكدس رياح ساخنة وهابطة على النطاق شبه الاستوائي الأطلسي، يقابله نشاط استوائي ضعيف في المنطقة الأطلسية بسبب المياه الباردة.
ويتزامن ذلك مع ضعف شديد في التيار النفاث شبه الاستوائي، الذي يزيد من تدفق الرياح الحارة بسرعة نحو أوروبا الغربية دون مقاومة قوية، النشاط الاستوائي أصبح مضطربا وشديدا في المناطق الشمالية الغربية الداخلية الأفريقية الاستوائية وشبه الاستوائية نتيجة برودة شديدة في الجزء الاستوائي من المحيط الأطلسي مؤديا لتشيط عدم الاستقرار الباروتروبيكي داخل المناطق الاستوائية الأفريقية، ربما ظهرت هذه المياه الباردة بسبب ذوبان كبير للجليد في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي.
إن استمرار هذا النوع من الموجات الحارة قد يعزز هذه الدورانية بشكل أكثر قوة، مما يعني اشتداد هذه الموجات وهذه التغيرات المناخية خلال 5 أعوام المقبلة.
البحر المتوسط ما زال ساخنا|
ويعاني البحر المتوسط وخاصة الجزء الغربي منه ارتفاع حرارته عن معدلاته الموسمية الاعتيادية بشكل ملموس تجاوز 5 درجات مئوية، يؤدي ذلك إلى تعزيز هذه الموجات الحارة نحو أوروبا الغربية واستمرارها خلال الفترة المقبلة، مركز وسم الإقليمي قام بإصدار دراسة مهمة جدا حول سخونة غرب المتوسط وارتباطه بموجات الجفاف والحرارة في أوروبا الغربية وكذلك مناطق واسعة من المغرب العربي.