وسم – يتابع وسم أسراب كبيرة من الجراد بسبب ما تعرضت له المنطقة من الأمطار الغزيرة والمتتابعة وخاصة في نطاق تكاثره في منطقة كينيا وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية واليمن وذلك للموسم الثاني على التوالي ونتج عن ذلك أعداد كبيرة ومضاعفة من الجراد الصحراوي الذي بدأ ينتشر في العديد من مناطق الجزيرة العربية، وتساعد موجات الأمطار المتتابعة على ايجاد البيئة المناسبة لهذا الجراد الصحراوي مما يزيد من صعوبة مكافحته.
وانتشر الجراد في معظم مناطق الجزيرة العربية، حيث ساعدت الموجات الممطرة المتعاقبة على ايجاد مأوى مناسب له وظروف تناسب استمرار تكاثره، وتتسبب الموجات البارد فقط في تأخير انتشاره وليس القضاء عليه مما يزيد من صعوبة مكافحته.
وأطلقت منظمة الفاو العالمية أعلى مستويات التنبيه والتحذير من الجراد الصحراوي وانتشاره الواسع في نطاقات واسعة من الجزيرة العربية والتي انطلقت من أماكن تكاثرها في شرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية ووصل عددها إلى أكثر من 500 ضعف وهو الرقم الأكبر في بعض المناطق منذ ما يزيد عن 70 عاما وربع قرن في منطقة الشرق الأوسط.
ويعود سبب انتشار الجراد وتزايد عدده على حسب منظمة "الفاو" هو تساقط غزير للأمطار في أجزاء واسعة من جنوب الجزيرة العربية ومنطقة الربع الخالي واليمن وشرق أفريقيا والذي نتج بسبب تزايد أعاصير بحر العرب إلى أرقام قياسية لم تسجلها السجلات المناخية قبل ذلك وصل عددها إلى نحو 4 أعاصير في فصل الخريف والتي كانت المسؤولة عن دفع الرطوبة نحو الجزيرة العربية وهذا يطابق ما تحدث عنه وسم خلال الأشهر السابقة.
وينتشر الجراد الصحراوي ويهاجم مناطق عديدة من جنوب السودان واليمن موقع تكاثره وجنوب غرب السعودية ونطاق واسع من الجزيرة العربية ووصل حتى حفر الباطن وحائل ويقترب من منطقة بلاد الشام والعراق.
ومع توقع ارتفاع الحرارة خلال فترة مارس- إبريل- مايو واستمرار الموجات الممطرة المتتابعة والغزيرة على المنطقة سيشكل ذلك مشكلة كبيرة وخطرا على القطاعات الزراعية في العديد من المناطق.
وتساهم الموجات الباردة القوية في إبعاد الجراد الصحراوي وإبطاء حركته، ولكن ليس القضاء عليه، لذلك يتوقع أن تندفع موجات باردة خلال 10 أيام المقبلة نحو المنطقة ونشاط على سرعة الرياح الشمالية والشمالية الغربية والمصحوبة أيضا بالحالات الممطرة الغزيرة والثلجية خاصة شمال السعودية.
وأصدر وسم النشرة الموسمية التي أشارت إلى ارتفاع معدل الأمطار وعدد أعاصير بحر العرب واحتمالية حدوث الموجات الباردة المندفعة من سيبيريا والتي تميزت بدقة عالية جدا وغير مسبوقة بالنسبة لمناخ المنطقة الصعب، كما أصدر مستويات تنبيه مرتفعة من الجراد قبل عدة أشهر من تكاثره وذلك باستخدام نموذج مناخي خاص يرصد الحالات الجوية طويلة المدى.
