وسم –  تسجل درجات الحرارة حول إلى أعلى من معدلاتها الطبيعية في العديد من مناطق المحيط الهادئ الاستوائية وخاصة الأجزاء الغربية بالرغم من توقعات بعودة ظاهرة اللانينيا المناخية وهي انخفاض درجات الحرارة المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ. وتسبب هذه الظواهر المناخية تأثيرا مباشرا على حركة الدورانية للغلاف الجوي ابتداء من المناطق الاستوائية ثم ينتشر هذا التأثير ليطال نطاقات واسعة من الغلاف الجوي وهذا يتسبب في حدوث الفيضانات والسيول وموجات الجفاف في مناطق مختلفة من العالم، كما لوحظ أن ظاهرة النينيو تسبب ارتفاع في درجات الحرارة في جزء كبير من الغلاف الجوي نتيجة تأُثيرها المباشر في الحركة الدورانية للهواء في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وخلية هادلي الدورانية.


وبالتفاصيل ما زالت تعاني الرياح التجارية التي تؤثر على المناطق الغربية من المحيط الهادئ بالضعف الملموس والتراجع وهذا ما سبب عدم قدرة تشكّل ظاهرة اللانينيا بشكل واضح حتى الآن بالرغم من توقعات العديد من النماذج الاحصائية والدنياميكية طويلة المدى بعودة ظاهرة اللانينيا بقوة، إلا ان التوقعات الأخيرة تشير إلى ضعف ظاهرة اللانينيا وربما حتى عدم تشكّل هذه الظاهرة المناخية مما يضعنا أمام احتمال استمرار ظاهرة النينيو بشكل جزئي في أجزاء من غرب المحيط الهادئ للعام الثالث على التوالي وهو أمر قليل الحدوث بشكل عام.

وبالرغم من انتشار المياه الباردة بالطبقات شبه السطحية من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ خلال الشهرين السابقين إلا أن التأثير ما زال محدود على الطبقات السطحية للمياه خاصة مع استمرار نشاط الرياح الغربية في منطقة غرب المحيط الهادئ الاستوائية أو ما يطلق عليها العكسيات والتي تهب بعكس حركة الرياح الاعتيادية التجارية، وهذا ما يتسبب بحدوث موجات كلفن التي تنطلق مع غرب المحيط الهادئ نحو وسطه وشرقه وهذا يضعف من تطور ظاهرة اللانينيا المناخية، كما لوحظ ارتفاع درجة حرارة المياه شبه السطحية خلال الأسبوعين الاخيرين في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية والناتجة من موجات الكلفن المتشكلة في غرب المحيط الهادئ.


وتعاني أيضا المنطقة الغربية الاستوائية وشبه الاستوائية من المحيط الهندي ارتفاع في درجات الحرارة حيث كانت تسجل ايجابية قوية في الموسم السابق 2019-2020 حيث تتسبب ايجابية ظاهرة المحيط الهندي الايجابية القوية  IODبحدوث ظاهرة اللانينيا المناخية القوية في الموسم الذي يليه أي الموسم المقبل على حسب ترابط الأنظمة المناخية الكبرى Climate teleconnection والتي يعود سببها لحركة المياه شبه السطحية والعميقة وتذبذب حركة الرياح التجارية بين المحيطي الهادئ والهندي وهو الأمر الذي لم يحدث إلى الان، بل ما يحدث الان هو عكس ما يفترض حدوثه وهو تراجع وضعف حركة الرياح التجارية في غرب المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ.

وبجمع هذه البيانات الحالية فيتوقع أن تسجل بداية الموسم المقبل ظاهرة اللانينيا الضعيفة أو التعادل ليتوقع أن تعود ظاهرة النينينو المناخية مع نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء.

ويؤثر ذلك على اشتداد الحالات الجوية الممطرة بشكل أفضل خلال فصلي الشتاء والربيع، واشتداد الحالات الممطرة في أجزاء من الجزيرة العربية خلال بداية الموسم المطري والأخص المناطق الشرقية والجنوبية من الجزيرة العربية، ويتوقع أن تبقى درجات الحرارة هذا الصيف أقل من المعتاد في العديد من مناطق غرب الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر.

وتؤثر حرارة المحيطات على الحركة الدوارنية للغلاف الجوي بشكل واضح وملموس وتتسبب في حدوث ظواهر مناخية وجوية مختلفة وعندما يحدث تطرف كبير في درجات حرارة هذه المحيطات فهذا يزيد من فرصة تطرف الظروف المناخية.