وسم –  بدأت ظاهرة اللانينيا المناخية في مرحلة التراجع السريع والذي خالف توقعات النماذج المناخية العددية العالمية وذلك بسبب ضعف مفاجئ طرأ على سرعة واتجاه الرياح التجارية المسؤولة عن نقل المياه الباردة في المحيط الهادئ، وبالرغم من ظاهرة اللانينيا المناخية التي حدثت خلال الخريف إلا أن تأثيرها كان ضعيفا على حركة ودورانية الغلاف الجوي.

ضعف واضح على سرعة الرياح واتجاه الرياح التجارية لتتحول أيضا إلى عكسيات في بعض المناطق مما سبب ارتفاع كبير على درجات الحرارة وغير متوقع


وما زالت الدورانية العامة للغلاف الجوي تعاكس ما يحصل بالعادة خلال ظاهرة اللانينيا، القوالب الكبرى المناخية لا تتناسب حتى الان مع ما يحصل عادة خلال هذه الظاهرة المناخية والتي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة ابتداء من الأجزاء الشرقية من المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، وقام وسم بإصدار تقرير ينبه من احتمالية ضعف الظاهرة وعدم قدرتها على التأثير على دوارانية الغلاف الجوي بالشكل الصحيح.
وبالتفاصيل تمركز الموجات الاستوائية فوق شرق ووسط المحيط الهندي الاستوائية في العروض الاستوائية وشبه الاستوائية قابله في العروض العليا  نشاط عواصف شمال المحيط الأطلسي ثم ارتفاع الضغط الجوي فوق أجزاء واسعة من القارة الأوروبية في العديد من الفترات، وهذا ساهم في انتقال موقع المرتفع السيبري نحو الشرق أكثر من المعتاد في مثل هذه السنوات والذي ساهم في دفع بعض الموجات الاستوائية نحو غرب المحيط الهندي وبحر العرب وهذا نتج عنه أمطار غزيرة على مناطق واسعة من الجزيرة العربية، وساهم هذا التنظيم الجوي في حالات غزيرة ممطرة على منطقة بلاد الشام والجزيرة العربية ومصر والعراق وقلة الأمطار في منطقة المغرب العربي.

النموذج المناخي لوسم استطاع التنبؤ بقوالب جوية تختلف عما يحصل عادة في سنوات اللانينيا ليسجل دقة عالية جديدة


ومع نهاية ظاهرة اللانينيا أو ضعفها المتوقع خلال شهري ديسمبر ويناير سيزيد ذلك من دفع الكتل الهوائية الباردة نحو المنطقة واستمرار واشتداد الحالات الممطرة على منطقة الجزيرة العربية وحوض شرق المتوسط والعراق ومنطقة بلاد الشام ومصر خلال الأسابيع المقبلة تزامنا مع برودة الطقس بشكل أقوى من المعتاد، وذلك نتيجة اشتداد عواصف شمال المحيط الأطلسي وقوة المرتفع الجوي فوق القارة الأوروبية.

وتشير توقعات بعيدة المدى إلى اشتداد الحالات الممطرة على منطقة الجزيرة العربية وشرق المتوسط والعراق واشتداد موجات البرد بشكل أقوى من المعتاد ويستمر ذلك حتى نهاية فصل الربيع، وستتركز قوة الحالات الممطرة خلال بداية ومنتصف فصل الشتاء مقارنة مع نهايته.

لذلك استغلال هذه الظواهر المناخية في توقعات بعيدة المدى يجب أن يتم بحذر ودقة، فظاهرة اللانينيا لا تعني الجفاف أو قلة الأمطار أو انقطاعها، فعلى حسب التقديرات تتجاوز نسبة سنوات اللانينيا الممطرة على المنطقة حاجز 30%، ولكن لأن الغلاف الجوي يعاني من ظاهرة الاحترار العالمية فهذا يؤثر بشكل كبير على ظواهر المحيط الهادئ الاستوائية ويضعف من ظواهر اللانينيا ويعمل على تقوية ظاهرة النينيو وهذا ينذر بخطر تغيرات مناخية كبيرة في المستقبل تزيد من حدة الجفاف في أوروبا  ومنطقة المغرب العربي وغزارة الأمطار في شرق البحر المتوسط والجزيرة العربية.

ويتوقع وسم بداية تنامي ظاهرة النينيو خلال نهاية الربيع وبداية فصل الصيف وهذا يعني المزيد من الظروف المناخية الحادة والتطرفات في دورانية الغلاف الجوي وربما تكرار موجة السيول والفيضانات في دول المشرق العربي والجزيرة العربية وشرق البحر المتوسط وتركيا كذلك غرب الولايات المتحدة وجنوبها، وتمتد هذه الظروف الجوية أحيانا إلى أجزاء من جنوب غرب القارة الأوروبية واشتداد الحالات الممطرة على منطقة القرن الأفريقي، وهذا يقابل موجات جافة حادة ودرجات حرارة مرتفعة في أجزاء واسعة من القارة الأوروبية وشرق الولايات المتحدة، وارتفاع معدلات الأعاصير عالميا

ظواهر اللانينيا أصبحت ضعيفة غير متماسكة وذلك بسبب ارتفاع حرارة المحيطات بشكل كبير وارتفاع درجات الحرارة عالميا وذلك ينذر بتغيرات مناخية حادة ومتسارعة السنوات المقبلة

.
نحن فعلا بدأنا برصد تغيرات مناخية بدأت تزداد بشكل حاد وملحوظ وتوقع أن تزداد حدة التغيرات المناخية خلال الفترة المقبلة مما يعني استعداد كافة القطاعات والمنظمات الدولية لهذه التغيرات والعمل الجاد على تقليل انبعات غازات الدفيئة، ولكن في الحقيقة لا نتوقع أن يحدث تغير ايجابي خلال 10 سنوات المقبلة في مناخ المنطقة، بل المزيد من التغيرات الحادة والسلبية والتي تحتاج إلى منظومة رصد حديثة ومتطورة.

وقام وسم بإدخال الكثير من البيانات المناخية إلى نموذجه المناخي المطوّر، واستطاع النموذج المناخي التنبؤ بقوالب جوية تختلف عما يحصل في ظاهرة اللانينيا المناخية، حيث أظهرت نتائج مختلفة عن العديد من النماذج المناخية العالمية التي لم تستطيع رصد هذه التغيرات والظروف المتوقعة، كما استطاع التنبؤ بضعف اللانينيا في نهاية الخريف وبداية الشتاء وذلك لأنه يعتمد على العديد من البيانات وسنوات التشابه وقدرته على التنبؤ بمقدار تغير هذه الظواهر المناخية بشكل مرن وحديث، وبالعادة يزداد خطأ النماذج المناخية خلال مرحلة التغير والتبدل في الظواهر المناخية الكبرى.

يتوقع وسم اشتداد الظروف الباردة والممطرة خلال الشتاء المقبل على منطقة المشرق العربي والشرق الأوسط مما يستدعي استعداد كافة القطاعات للظروف الجوية المتوقعة