وسم – بدأت ظاهرة اللانينيا المسيطرة على مناخ العالم بالانهيار والتراجع، ولكن دون توقع مرور المحيط الهادئ بمرحلة من التعادل، وإنما تنامي ظاهرة "النينيو" المناخية بشكل سريع ومفاجئ، مما سينتج عنه ظروف مناخية عالية التطرف في مختلف مناطق العالم من فيضانات وعواصف قوية ولاحقا موجات حارة عالمية خلال فصل الصيف.
ظاهرة النينيو "المناخية"..
وهي ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ، مما يسبب تغير وتفاوت حاد في اتجاه وسرعة وانحناء التيار النفاث شبه الاستوائي- Subtropical Jetstream- والذي يساهم في تشكيل الأنظمة الجوية الرئيسية حول العالم، تعمل ظاهرة النينيو المناخية على حدوث موجات جافة شديدة في منطقة غابات الأمازون ولاحقا استراليا، وارتفاع كبير على معدلات الأمطار في شرق أفريقيا والجزيرة العربية ومنطقة بلاد الشام والأردن ومصر.
وبالرغم من الاستجابة غير التقليدية لظاهرة اللانينيا "والمستمرة منذ ثلاث سنوات" بسبب التغيرات المناخية، إلا أن مركز وسم الإقليمي يتوقع استجابة قوية لظاهرة النينيو، حيث ما زالت أثار ظاهرة النينيو القوية المناخية منذ عام 2015 مستمرة حتى اليوم على نطاقات مختلفة من العالم، وتسبب ظاهرة النينيو المناخية بحدوث موجات جفاف وحرائق قوية في القارة الأوروبية وأجزاء من امريكا الشمالية وغابات الأمازون، وموجات فيضانات شديدة في الجزيرة العربية والأردن والعراق ومصر.
ما هي الأثار المتوقعة خلال فترة الربيع وبداية الصيف؟
ومع تشغيل النموذج المناخي الخاص بمركز وسم الإقليمي الذي يعتمد على معادلاته على معدل "التغير والانتقال في الظواهر المناخية"- Climate Teleconnection Variation – يتوقع حدوث حالات جوية عالية التطرف خاصة في منطقة الجزيرة العربية وشرق البحر المتوسط، كذلك مناطق جنوب الجزيرة العربية ولاحقا خلال نهاية الربيع في منطقة بحر العرب.
ويتوقع حصول عدة موجات من الفيضانات القوية في كل من السعودية ودول الخليج العربي والعراق ومنطقة بلاد الشام والأردن وشمال مصر، مع احتمالية عالية لحصول نشاط استوائي عالي في منطقة بحر العرب خلال نهاية الربيع ( شهر مايو ويونيو) ، لذا ينصح مركز وسم الإقليمي مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط بالاستعداد للظروف الجوية المناخية المتطرفة والظروف الجوية القوية والمفاجئة.
ومن جهة أخرى، يتوقع مركز وسم الإقليمي تطرفات جوية حادة في أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، وموجات جفاف وحارة قوية خلال فصل الصيف في تلك المناطق، وتسببت التغيرات المناخية في ارتفاع كبير على معدلات الأمطار في الشرق الأوسط والأردن ومنطقة الجزيرة العربية خلال السنوات الأخيرة وصلت إلى 150% مقارنة مع معدلاتها الاعتيادية.
معدلات أمطار عالية "بشكل نادر" في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة..
وارتفعت معدلات الأمطار بشكل "نادر الحدوث" في مناطق الجزيرة العربية والسعودية والكويت والأردن ومصر خلال السنوات الأخيرة للتتجاوز حدود 150%، ويتوقع مركز وسم الأقليمي استمرار ارتفاع معدلات الأمطار إلى أرقام قد تقترب من 170% خلال السنوات المقبلة مع تنامي ظاهرة النينيو المناخية واشتداد التغيرات المناخية، وهذا سيسبب ارتفاع معدلات الفيضانات والسيول في المنطقة، مما يسبب خطرا متزايدا على الأرواح، وضرر كبير على البنية التحتية، لذلك ستكون الحاجة كبيرة إلى الاستعانة بتنبؤات جوية عالية الدقة
.
التوقعات لنهاية الشتاء وفصل الربيع..
ظروف جوية متقلبة في منطقة شرق المتوسط والأردن خلال نهاية الشتاء، وتوقع لحدوث موجات قطبية "متأخرة" تترافق مع كميات كبيرة من الهطولات، ولاحقا مع بداية فصل الربيع، يتوقع اندفاع كتلة هوائية رطبة شبه استوائية نحو نطاق واسع من الجزيرة العربية ودول الخليج العربي والسعودية، والتي ستسبب في تساقط كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة في نطاق واسع ينتج عنها الفيضانات الواسعة وموجات السيول.
ويتوقع نشاط استوائي عالي في منطقة بحر العرب خلال نهاية فصل الربيع، مما سيسبب في احتمالية عالية لظهور عواصف استوائية تؤثر على جنوب منطقة الجزيرة العربية.
وتأثرت منطقة الشرق الأوسط بظروف جوية عالية التطرف خلال الأشهر السابقة، نتج عنها أحد أقوى موجات الفيضانات والسيول والتي امتدت بشكل واسع من شمال مصر ومرورا بالأردن وفلسطين وحتى نطاق واسع من السعودية والعراق والكويت ومنطقة الجزيرة العربية، وتميزت الحالات الجوية بتساقط كميات "غير اعتيادية" من الأمطار في فترات زمنية محددة.