وسم – يشهد شمال المحيط الهادئ الموجة الحارة الأسوأ بالسجلات المناخية الحديثة، حيث تتجاوز معدلات الحرارة إلى أكثر من +3 مئوية عن المعدلات الموسمية، وتصل مساحة هذه الموجة الحارة البحرية أكثر من 75 مليون كيلو متر مربع، تمتد من سواحل الصين حتى السواحل الغربية من أمريكا الشمالية.

هذه الموجة الحارة البحرية الضخمة والتي لا يتوقع أن تنتهي قريبا، تسبب اشتدادا كبيرا في الدوامة القطبية فوق منطقة شمال الهادئ وحتى الولايات المتحدة مسببة خللا كبيرا في عملية التوازن الحراري في الغلاف الجوي.

الأسباب حول هذه الموجة الحارة البحرية الضخمة ما زال مجهولا، وربما تكون ظاهرة الاحتباس الحراري سببا في هذه الموجة الحارة ولكن لا يمكن حسم ذلك علميا.

توضيح حول موقع الموجة الحارة البحرية الشديدة في منطقة شمال المحيط الهادئ بمساحة 75 مليون كيلو متر مربع


المحيط الهادئ يسجل التذبذب الحراري الأقل منذ عام 1880|
ويسجل التذبذب الحراري في منطقة المحيط الهادئ الشمالي التذبذب الأقل منذ عام 1880 ( الأقل في السجلات المناخية الحديثة) ووصلت قيمة PDO إلى أقل من -4.0  في شهر يوليو 2025 ،وهو رقم تاريخي ناتجا من الموجة الحارة البحرية في شمال الهادئ.

وكانت هذه الموجة تغطي شمال الهادئ ولكنها لم تشمل سواحل أمريكا الغربية، والأمر الغريب والذي حدث خلال شهر أغسطس 2025 هو امتداد هذه الموجة الحارة البحرية حتى سواحل كندا وأمريكا الغربية.

ومع امتداد هذه الموجة الحارة حتى سواحل كندا، تسبب ذلك في تأثير كبير على مستوى التذبذب الحراري والذي بدأ ينخفض، وفي الحقيقة هذا لا يعكس اختفاء هذه الموجة بل امتدادها وضخامتها بشكل غير مسبوق.

نستطيع دراسة أثر هذه الموجة الحارة البحرية خلال الموسم السابق وذلك بسبب خمول معظم العوامل المناخية الأخرى وخاصة ظاهرة اللانينيا.


التأثيرات|
لقد قام مركز وسم الإقليمي بإصدار دراسة هامة حول هذا العامل المناخي الهام، والذي كان تأثيره رئيسيا خلال الموسم المطري السابق 2024-2025، وتتسبب هذه الموجة الحارة البحرية باشتداد كبير للتيار النفاث القطبي وحصر الهواء القطبي ليدور بشدة حول منطقة القطب الشمالي معرضا العروض الوسطى لظروف جوية أكثر دفئا.

وبسبب عوامل مناخية متوقعة ومتداخلة خلال الموسم المقبل وخاصة حول فشل تطور ظاهرة اللانينيا المتوقع للموسم الثاني على التوالي وتوقع لتطور مفاجئ لظاهرة "النينيو المودوكي" خلال النصف الثاني من الموسم المقبل سيحصل ضعف حاد للتيار النفاث القطبي للمرة الأولى منذ سنوات مسببا عواصف شتوية قوية خلال الموسم المقبل حول مختلف مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

تأثير التذبذب الحراري السلبي الحاد على التيار النفاث القطبي والذي يظهر بوضوح اشتداد دورانة حول القطب الشمالي، لا يمكن حسم ذلك من المعدل العام لهذا المعامل فقط لوحده بل بدراسة تأثيره خاصة في موسم 2024-2025


التبريد الاستوائي مستمر في المحيطي الأطلسي والهادئ|
ولاحظ مركز وسم الإقليمي أن التبريد ما زال مستمرا في الجزء الاستوائي من المحيطي الأطلسي والهادئ، ربما يكون ذلك نتيجة للدورانية المائية المحيطية واستجابة لذوبان كبير للجليد في منطقة القطب الشمالي نتيجة الموجات الحارة البحرية الضخمة في شمال المحيطي الهادئ والأطلسي.

إن هذا التبريد الاستوائي وخاصة في المحيط الأطلسي سيكون له تأثيرا خطرا على التيار النفاث شبه الاستوائي وتيار خليج المكسيك الدافئ في المستقبل ( ربما خلال 5 أعوام) وقد يسبب تبريدا عالميا مفاجئا وخطرا، وسيصدر مركز وسم الإقليمي دراسة هامة حول احتمالية ذلك.

وسيعزز ذلك ارتفاع حرارة المنطقة الغربية الاستوائية من المحيط الهادئ ( تطور خطر لظاهرة النينيو المودوكي) التي سيكون لها تأثيرا كبيرا على الدوامة القطبية خلال الأعوام المقبلة وزيادة تطرف الحالات الجوية العالمية.
أثر ذلك على المنطقة العربية|
- اشتداد موجات الجفاف في منطقة المغرب العربي وخاصة شمال الجزائر.
- معدلات أمطار كبيرة وقياسية في منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام والأردن وفلسطين ومصر والجزء الغربي والشمالي من السعودية ومنطقة الجزيرة العربية بشكل عام خلال 5 أعوام المقبلة.
- انحسار موجات الجفاف في شمال سوريا ولبنان مقارنة مع السنوات السابقة.
- تراجع عدد الموجات الحارة بشكل مستمر في شرق المتوسط صيفا ولكن ستكون أكثر حدية وأقصر زمنا إن حدثت.
- ارتفاع فرص تساقط الثلوج في شمال السعودية ومنطقة بلاد الشام والعراق خلال المواسم المطرية المقبلة.
- اشتداد موجات الجفاف والحرارة في نطاق واسع من أوروبا وخاصة الأجزاء الغربية والوسطى.

زيادة كبيرة على معدلات الأمطار في منطقة شرق المتوسط والأردن وفلسطين خلال آخر 12 عام وبنسبة تتجاوز 50-60%